كونه تعالى عالما بجميع الأشياء على النظام الأتم فكان علمه بجميع ما عداه لازما لعلمه بذاته كما أن وجود ما عداه تابع لوجود ذاته واما كيفية هذا العلم بالأشياء على وجه لا يلزم منه تكثر في ذاته ولا في صفاته الحقيقية ولا كونه فاعلا وقابلا ولا أيضا يلزم منه الايجاب من جهة هذا العلم (1) بالأشياء هل هو قبل الأشياء أو بعد الأشياء أو مع الأشياء بان لا يعلم الأشياء الا حين وجودها فيكون للأشياء فيه تأثير ويكون بسبب الأشياء بحال لم يكن من قبل على ذلك الحال فلا يكون واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات فاعلم أن الاهتداء بها من أعلى طبقات الكمال الانساني والفوز بمعرفتها يجعل الانسان مضاهيا للمقدسين بل من حزب الملائكة المقربين ولصعوبة دركها وغموضه زلت اقدام كثير من العلماء حتى الشيخ الرئيس ومن تبعه في اثبات علم زائد على ذات الواجب وذوات الممكنات وحتى شيخ اتباع الرواقيين ومن تبعه في نفى العلم السابق على الايجاد فإذا كان حال هذين الرجلين مع فرط ذكائهما وشده براعتهما وكثرة خوضهما في هذا الفن هذا الحال فكيف حال من دون هؤلاء من أهل الأهواء والبدع وأصحاب الجدل في الكلام والبحث مع الخصام.
ولأجل ما ذكرناه من الصعوبة والاشكال أنكر بعض الأقدمين من الفلاسفة