الموجودة في الأعيان فإنها تستعمل مثلا قوتها المتفكرة وتستخدمها في تفصيل الجزئيات وتركيبها وترتيب الحدود الوسطى وهي لا محاله صور جزئيه موجودة في مشهد النفس حاضره عندها متمثلة بين يديها تقلبها كيف تشاء وتتصرف فيها بالتقدم و التأخير والجمع والتفريق وقابل هذه التصريفات والتقليبات ليس الا صورا شخصية عينيه (1) لا أمورا كليه ذهنية مبهمة الوجود وكذا الاله التي بها يقع التصرف والترتيب أعني القوة المتفكرة وكذلك تدرك النفس قواها الخيالية والجسمية وتتصرف فيها وتحفظها وتحفظ بها الصور الموجودة فيها وتشاهدها بأعيانها لا بواسطة صور أخرى غيرها لئلا يلزم تضاعف الصور وذهابها إلى غير النهاية فالنفس اذن تشاهد تلك الأمور مبصرة إياها ببصر ذاتها لا بباصرة أخرى.
الثاني ان ادراك هذه الأمور لو كان بصوره ذهنية (2) مأخوذة عنها لأدركناها