- وخصوصا في مكة المكرمة، والمدينة المنورة -، وعلا إلى درجة لم يصل إليها أبناء الخلفاء، فكان المهيب من غير سلطان. ويروى في هذا من عدة طرق أن هشاما ابن عبد الملك، قبل أن يتولى الخلافة، كان يحج فطاف بالبيت الحرام، ولما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن، حتى نصب له منبر فجلس عليه وسلم، وأهل الشام حوله، وبينما هو كذلك إذ أقبل علي زين العابدين، فلما دنا من الحجر ليستلم، تنحى عنه الناس إجلالا له وهيبة واحتراما، وهو في بزة حسنة وشكل مليح، فقال هشام: من هذا؟
استنقاصا له، وكان الفرزدق الشاعر حاضرا، فاندفع الشاعر الفحل في تعريفه بقصيدة، جاء فيها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم إلى أن قال:
فليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم). (1)