[غلت]: " الغلت: الإقالة في الشراء والبيع.
وبالتحريك، في الحساب: الغلط " سواء، وقد غلت، قاله الليث، وابن الأعرابي، ونقله ابن التياني عن الأصمعي، وعن ابن دريد.
أو هو في الحساب " خاصة، والغلط في القول، وهو أن يريد أن يتكلم بكلمة فيغلط، فيتكلم بغيرها، هكذا فرقت العرب، ومثله في التهذيب.
وقال ابن خالويه في شرح الفصيح: الصواب أن تقول: غلت في الحساب، وفي سائر الأشياء: غلط، وقال اللبلى في شرحه: قد حكى أبو جعفر الدينوري في كتاب إصلاح المنطق أنه يقال: غلت في الحساب غلتا، وغلط في القول غلطا، قال: ويقال: فيهما جميعا، قال شيخنا: وحكى مثله اليزيدي في نوادره، وعبد الواحد اللغوي في كتاب الإبدال، وابن الأعرابي في كتاب الإبدال، وابن الأعرابي في كتاب المعاقبات. وفي الحديث، عن ابن مسعود " لا غلت في الإسلام " وجعله الزمخشري عن ابن عباس (1)، وقال رؤبة:
* إذا استدر البرم الغلوت * الغلوت: الكثير الغلت (2)، واستدراره: كثرة كلامه.
قلت: وهذا على قول من جعلهما واحدا، وفي حديث شريح " كان لا يجيز الغلت " قال: هو أن يقول الرجل: اشتريت هذا الثوب بمائة، ثم يجده اشتراه بأقل، فيرجع إلى الحق، ويترك الغلت. واغلنتي فلان عليه إذا علاه بالشتم والضرب والقهر " مثل اغرندي، نقله الجوهري عن أبي زيد. والغلتة: أول الليل، قال:
وجئ غلتة في ظلمة الليل وارتحل * بيوم محاق الشهر والدبران والغلتة " بالضم: اسم الغلت ويقال: اغتلته، وتغلته: أخذه على غرة ": ومنه حديث النخعي: " لا يجوز التغلت " (3).
[غمت]: غمته الطعام يغمته " غمتا، من باب ضرب، إذا " ثقل على قلبه "، وفي بعض نسخ الصحاح: على فؤاده، وذلك إذا أكله دسما، فغلب على قلبه وثقل واتخم.
والغمت والفقم (4): التخمة، وقال الأزهري: هو أن يستكثر منه حتى يتخم، وقال شمر: غمته الودك، إذا اتخم " فصيره كالسكران، فغمت " الرجل " كفرح "، إذا كان كذلك.
غمته في الماء يغمته غمتا: غطه فيه (5) ويقال: غمت الشيء: غطاه يغمته غمتا.
وغمت نفسا، إذا رفع رأسه عند الشرب "، نقله الصاغاني.
فصل الفاء مع المثناة الفوقية [فأت]: افتأت الرجل على افتئاتا، وهو رجل مفتئت، وذلك إذا قال عليك " الباطل "، كذا قاله أبو زيد، وعن غيره: افتأت على ما لم أقل: اختلقه.
وقال ابن شميل في كتاب المنطق: افتأت فلان علينا يفتئت، إذا استبد علينا " برأيه ". جاء به في باب الهمز.
وقال ابن السكيت: افتأت بأمره ورأيه، إذا استبد به وانفرد.
قال الأزهري: قد صح الهمز عن ابن شميل، وابن السكيت في هذا الحرف، وما علمت الهمز فيه أصليا.
وفي الصحاح: هذا الحرف سمع مهموزا، ذكره أبو عمرو، وأبو زيد، وابن السكيت، وغيرهم، فلا يخلو: إما أن يكونوا قد همزوا ما ليس بمهموز، كما قالوا حلأت السويق، ولبأت بالحج، ورثأت الميت، أو يكون أصل هذه الكلمة من غير الفوت، انتهى.
وافتئت الرجل، " على بناء المفعول: مات فجأة "، نقله الصاغاني وقال شيخنا: هو من الألفاظ التي لم يتقدم لها استعمال في كلامهم.
قلت: وكأنه لغة في افتيت بالياء كما سيأتي.