الهيثم... قال: وشبه شوك السفى لما يبس بالأخلة التي (1) تجعل فوق أنوف الفصال ويغرى بها. قال: وفسر الباهلي البيت كما وصفته.
" واللهجة "، بالتسكين، " ويحرك: اللسان ". وقيل: طرفه، كما في المصباح واللسان.
وهو لهج.
وقوم ملاهيج بالخنا.
وفي الحديث: " ما من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " وفي حديث آخر: " أصدق لهجة من أبي ذر ".
واللهجة واللهجة: جرس الكلام، والفتح أعلى. وفي الأساس: وهو فصيح [اللهجة] (2) ويقال فلان فصيح اللهجة واللهجة: وهي لغته التي جبل عليها واعتادها ونشأ عليها. وبهذا ظهر أن إنكار شيخنا على من فسرها باللغة لا الجارحة وجعله من الغرائب قصور ظاهر، كما لا يخفى.
" والهاج " الشيء كاحمار " الهيجاجا: اختلط "، عام في كل مختلط. يقال على المثل: رأيت أمر بني فلان ملهاجا، أيقظه حين الهاجت " عينه ": وذلك إذا " اختلط بها النعاس. و " الهاج " اللبن خثر حتى يختلط بعضه ببعض ولم تتم خثورته "، أي جموده، كما في بعض نسخ الصحاح (3)، وهو ملهاج.
وعن أبي زيد: " لهوج " الرجل " أمره "؛ إذا " لم يبرمه " ولم يحكمه. ورأي ملهوج، وحديث ملهوج، وهو مجاز. لهوج " الشواء: لم ينضجه، أو " لهوج اللحم: إذا " لم ينعم طبخه " وشيه. قال ابن السكيت طعام ملهوج وملغوس، وهو الذي لم ينضج. وأنشد الكلابي:
خير الشواء الطيب الملهوج * قد هم بالنضج ولما ينضج وقال الشماخ:
وكنت إذا لاقيتها كان سرنا * وما بيننا مثل الشواء الملهوج وقال العجاج:
والأمر ما رامقته ملهوجا * يضويك ما لم تجن منه منضجا (4) ولهوجت اللحم وتلهوجته: إذا لم تنعم طبخه. وثرمل (5) الطعام: إذا لم ينضجه صانعه ولم ينفضه من الرماد إذ مله، ويعتذر إلى الضيف فيقال: قد رملنا لك العمل، ولم نتنوق فيه للعجلة.
وقوله: " تلهوجته " مستدرك على المصنف، وهو في الصحاح وغيره.
" واللهجة " والسلفة و " اللمجة ": بمعنى واحد.
" ولهجم تلهيجا: أطعمهم إياها "، قال الأموي: لهجت القوم، إذا عللتهم قبل الغداء (6) بلهنة يتعللون بها.
وتقول العرب: سلفوا ضيفكم ولمجوه ولهجوه ولمكوه وعسلوه (7) وشمجوه [وعيروه] (8) وسفكوه ونشلوه وسودوه، بمعنى واحد.
" والملهج، كمحمد: من ينام ويعجز عن العمل "، وهذا من زياداته.
* ومما يستدرك عليه:
الفصيل يلهج أمه: إذا تناول ضرعها يمتصه. ولهجت الفصال: أخذت في شرب اللبن. ولهج الفصيل بأمه يلهج: إذا اعتاد رضاعها. فهو فصيل لاهج، وفصيل راغل: لاهج بأمه. وزاد في الأساس: وهو لهوج. وفصال لهج. وتلهوج الشيء: تعجله أنشد ابن الأعرابي:
لولا الإله ولولا سعي صاحبنا * تلهوجوها كما نالوا من العير ومما يستدرك على المصنف:
[لهمج]: طريق لهمج ولهجم: موطوء مذلل منقاد.