وفي الحديث: " لما نزل قوله تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين " (1) بات النبي صلى الله عليه وسلم يفخذ عشيرته (2) فقال المشركون: بات يهوت " أي ينادي عشيرته.
* ومما يستدرك عليه:
قولهم: مضى هيتاء من الليل، أي وقت منه. قال أبو علي: هو عندي فعلاء، ملحق بسرداح، وهو مأخوذ من الهوتة، وهي الوهدة وما انخفض عن صفحة المستوى.
وقيل لأم هشام البكرية (3): أين منزلك؟ قالت: بهاتا الهوتة، قيل: وما الهوتة؟ قالت: بهاتا الوكدة قيل: وما الوكدة (4)؟ قالت: بهاتا الصداد، قيل: وما الصداد؟ قالت: بهاتا الموردة. قال ابن الأعرابي: وهذا كله الطريق المنحدر إلى الماء.
ويهيهت بالإبل، إذا قلت لها: ياه ياه.
والعرب تقول للكلب إذا أغروه بالصيد: هيتاه. هيتاه، قال الراجز يذكر الذئب:
جاء يدل كرشاء الغرب * وقلت هيتاه فتاه كلبي كذا في اللسان (5).
[هيت]: هيت به " تهييتا، وهوت: صوت به، و " صاح، ودعاه " فقال له: هيت هيت، قال:
قد رابني أن الكرى أسكتا * لو كان معنيا بها لهيتا والتهييت: الصوت بالناس (6)، وهو - فيما قال أبو زيد -: أن يقول: يا هياه (7).
ويقال: هيت بالقوم تهييتا، وهوت بهم [تهويتا] (8) إذا ناداهم وهيت النذير.
والأصل فيه حكاية الصوت، كأنهم حكوا في [هوت] (9) هوت هوت [وفي هيت هيت هيت، يقال] (9) هوت بهم، وهيت بهم إذا ناداهم، والأصل فيه حكاية الصوت، [وقيل] (10): هو أن يقول: ياه ياه، وهو نداء الراعي لصاحبه من بعيد.
وهيت: تعجب، تقول العرب: هيت للحلم: وهيت لك [وهيت لك] (10) أي أقبل، وقال الله عز وجل - حكاية عن زليخا، أنها قالت لما راودت يوسف عليه السلام عن نفسه: وقالت " هيت لك " (11) مثلثة الآخر، قال الزجاج: وأكثرها هيت (12) لك، بفتح الهاء والتاء " وقد يكسر أوله " روى ذلك عن علي (13) رضي الله عنه "، أي هلم "، ورويت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - هئت لك بالهمز وكسر الهاء من الهيئة، كأنها قالت: تهيأت لك، قال: فأما الفتح من هيت؛ فلأنها بمنزلة الأصوات، ليس لها فعل يتصرف منها، وفتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واختير الفتح لأن قبلها ياء، كما فعلوا في أين، ومن كسر التاء فلأن أصل التقاء الساكنين حركة الكسر، ومن قال: هيت، ضمها؛ لأنها في معنى الغايات، كأنها قالت: دعائي لك، فلما حذفت الإضافة، وتضمنت هيت معناها بنيت على الضم، كما بنيت حيث، وقراءة علي رضي الله عنه " هيت لك " بمنزلة هيت لك، والحجة فيهما واحدة.
وقال الفراء - في هيت لك - يقال إنها لغة حوران، سقطت إلى مكة، فتكلموا بها، قال: وأهل المدينة يقرؤون: هيت لك، يكسرون الهاء (14) ولا يهمزون قال: وذكر عن علي وابن عباس أنهما قرآ: هئت لك، يراد به في