قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليملى (1) للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " أي لم ينفلت منه.
وافتلت الشيء: أخذه في سرعة، قال قيس بن ذريح:
إذا افتلتت منك النوى ذا مودة * حبيبا بتصداع من البين ذي شعب أذاقتك مر العيش أو مت حسرة * كما مات مسقى الضياح على الألب (2) وافتلت " الكلام " واقترحه، إذا " ارتجله (3).
وافتلت " فلان " على بناء المفعول " وعبارة الصحاح: على ما لم يسم فاعله، أي " مات فجأة ". وعن ابن الأعرابي: يقال للموت الفجأة (4): الموت الأبيض، والجارف، واللافت، والفاتل.
يقال: لفته الموت، وفلته، وافتلته، وهو الموت الفوات [والفوات] (5) وهو أخذة الأسف، وهو الوحى. والموت الأحمر: القتل بالسيف، والموت الأسود: هو الغرق والشرق، وفي الحديث: " أن رجلا أتاه فقال: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها، فماتت ولم توص، أفأتصدق عنها؟ فقال: نعم " قال أبو عبيد: افتلتت نفسها: يعني ماتت فجأة ولم تمرض فتوصي، ولكنها أخذت نفسها فلتة. يقال: افتلته، إذا استلبه.
وافتلت " بأمر كذا: فوجىء به قبل أن يستعد له " هكذا في سائر النسخ، وفي أخرى: فجىء به، بغير الواو، الأول من المفاجأة، والثاني من الفجأة، ويروي بنصب النفس، ورفعها، فمعنى النصب افتلتها الله نفسها، يتعدى إلى مفعولين، كما تقول: اختلسه الشيء، واستلبه إياه، ثم بنى الفعل لما لم يسم فاعله، فتحول المفعول الأول مضمرا، وبقي الثاني منصوبا، وتكون التاء الأخيرة ضمير الأم، أي افتلتت هي نفسها، وأما الرفع فيكون متعديا إلى مفعول واحد أقامه مقام الفاعل، وتكون التاء للنفس، أي أخذت نفسها فلتة.
وكل أمر فعل على غير تلبث وتمكث فقد افتلت، والاسم الفلتة، وقال حصيب (6) الهذلي (7):
كانوا خبيئة نفسي فاقتلتهم * وكل زاد خبىء قصره النفد قال: افتلتهم: أخذوا مني فلتة، زاد خبىء: يضن به.
والفلتان، محركة ": المتفلت إلى الشر، وقيل: الكنيز اللحم، والفلتان: السريع، والجمع فلتان، عن كراع.
والفلتان " النشيط "، يقال: فرس فلتان، أي نشيط حديد الفؤاد (8). في التهذيب: الفلتان والصلتان، من التفلت والانصلات (9)، يقال ذلك: للرجل الشديد " الصلب "، ورجل فلتان: نشيط حديد الفؤاد.
والفلتان. " الجرىء "، يقال رجل فلتان وامرأة فلتانة.
والفلتان بن عاصم الجرمى (10) " صحابي " والفلتان " طائر "، زعموا أنه " يصيد القردة "، قال أبو حاتم: هو الزمج، وهو يضرب إلى الصفرة، وربما أخذ السخلة والصغير، وكذا في حياة الحيوان وغيره.
وكساء فلوت "، كصبور، وضبط في بعض النسخ كتنور، وهو خطأ ": لا ينضم طرفاه " على لا بسه " من صغره "، وقيل: لخشونته أو لينه، كما قاله ابن الأعرابي، وثوب فلوت: لا ينضم طرفاه في اليد، وقول متمم في أخيه مالك: عليه الشملة الفلوت (11)، يعنى التي لا تنضم بين المزادتين، وفي