[مثج]: " مثج " الشيء، بالمثلثة: إذا " خلط. و " مثج: إذا " أطعم. و " مثج " البئر: نزحها " (1) وهذا في التهذيب. والذي في اللسان: مثج بالشيء، إذا غذي به. وبذلك فسر السكري قول الأعلم:
والحنطئ الحنطي يم * ثج بالعظيمة والرغائب وقيل: يمثج: يخلط قلت: وقرأت في شعر الأعلم هذا البيت، ونصه:
الحنطئ المريح يم * نح بالعظيمة والرغائب وأوله:
دلجي إذا ما الليل جن * على المقرنة الحباحب وفي شرح السكري: الحنطئ: المنتفخ. ولم يعرف الأصمعي هذا البيت، فلينظر.
[مجج]: مج الرجل الشراب والشيء " من فيه " يمجه مجا، بضم العين في المضارع كما اقتضته قاعدته، ونقل شيخنا عن شرح الشهاب على الشفاء: أن بعضهم جوز فيه الفتح، قال: قلت وهو غير معروف، فإن كان مع كسر الماضي سهل، وإلا فهو مردود دراية ورواية.
ومج به: " رماه "، قال ربيعة ابن الجحدر الهذلي:
وطعنة خلس قد طعنت مرشة * يمج بها عرق من الجوف قالس أراد: يمج بدمها. قلت: هكذا قرأت في شعره في مرثية أثيلة بن المتنخل.
وفي اللسان: وخص بعضهم به الماء. قال الشاعر:
ويدعو ببرد الماء وهو بلاؤه * وإن ما سقوه الماء مج وغرغرا هذا يصف رجلا به الكلب. والكلب إذا نظر إلى الماء تخيل له فيه ما يكرهه فلم يشربه.
ومج بريقه يمجه: إذا لفظه.
وقال شيخنا حقيقة المج هو طرح المائع من الفم. فإذا لم يكن ما في الفم مائعا قيل: لفظ. وكثيرا ما يقع في عبارات المصنفين والأدباء: هذا كلام تمجه الأسماع. فقالوا: هو من قبيل الاستعارة، فإنه تشبيه اللفظ بالماء لرقته، والأذن بالفم، لأن كلا منهما حاسة، والمعنى: تتركه. وجوزوا في الاستعارة أنها تبعية أو مكنية أو تخييلية... وقال جماعة: يستعمل المج بمعنى الإلقاء في جميع المدركات مجازا مرسلا. ومنه حديث: " ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها "، أي لم يتفكر فيها، كما نقله البيضاوي والزمخشري، وعدوه بالباء لما فيه من معنى الرمي. انتهى.
" وانمجت نقطة من القلم: ترششت ".
وفي الحديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من الدلو حسوة ماء، فمجها في بئر ففاضت بالماء الرواء ". وقال شمر: مج الماء من الفم: صبه من فمه قريبا أو بعيدا، وقد مجه. وكذلك إذا مج لعابه. وقيل: لا يكون مجا حتى يباعد به. وفي حديث عمر رضي الله عنه قال في المضمضة للصائم: " لا يمجه ولكن يشربه [فإن أوله خيره] (2) أراد المضمضة عند الإفطار، أي لا يلقيه من فيه فيذهب خلوفه. ومنه حديث أنس: " فمجه [في] (3) " فيه ". وفي حديث محمود بن الربيع: " عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في بئر لنا ". وفي حديث الحسن رضي الله عنه: " الأذن مجاجة وللنفس حمضة " معناه أن للنفس شهوة في استماع العلم، والأذن لا تعي ما تسمع ولكنها تلقيه نسيانا كما يمج الشيء من الفم.
" والماج: من يسيل لعابه كبرا وهرما "، كعطف التفسير لما قبله. قال شيخنا ولو حذف كبرا لأصاب المحز.
وفي الصحاح: وشيخ ماج: يمج ريقه ولا يستطيع حبسه من كبره.