أتوها بريح حاولته فأصبحت * تكفت قد حلت وساغ شرابها ويقال: كفته الله، أي قبضه، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اكفتوا صبيانكم، فإن للشيطان خطفة " قال أبو عبيد: يعنى ضموهم إليكم، واحبسوهم في البيوت يريد عند انتشار الظلام، وفي الحديث " نهينا أن نكفت الثياب في الصلاة " أي نضمها ونجمعها من الانتشار، يريد جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود.
وكفت الدرع بالسيف يكفتها، وكفتها: علقها به فضمها إليه، قال زهير:
* خدباء يكفتها نجاد مهند * (1) وكل شيء ضممته إليك فقد كفته، قال زهير:
ومفاضة كالنهى تنسجه الصبا * بيضاء كفت فضلها بمهند (2) يصف درعا علق لابسها بالسيف فضول أسافلها، فضمها إليه، وشدده للمبالغة.
وكفت " الطائر وغيره " يكفت " كفتا وكفاتا " ككتاب " وكفيتا " كأمير " وكفتانا " محركة: " أسرع في الطيران ".
والكفتان من " العدو " والطيران، كالحيدان في شدة. ويقال: كفت الطائر، إذا طار " وتقبض فيه ".
والكفت في عدو ذي الحافر: سرعة قبض اليد، قاله الأزهري، وفي الصحاح: الكفت: السوق الشديد.
و " رجل كفت وكفيت: سريع خفيف دقيق " مثل كمش وكميش، وفرس كفيت وقبيض (3).
وعدو كفيت، أي سريع، قال رؤبة:
تكاد أيديها تهاوى في الزهق (4) * من كفتها شدا كإضرام الحرق وفي التكملة رجل كفت، لغة في كفت، ككمش وكمش، عن الكسائي.
وفي اللسان: عدو كفيت وكفات: سريع، ومر كفيت وكفات: سريع قال زهير:
مرا كفاتا إذا ما الماء أسهلها * حتى إذا ضربت بالسوط (5) تبترك " وكافته: سابقه "، والكفيت: الصاحب الذي يكافتك، أي يسابقك.
" والكفات بالكسر: الموضع " الذي " يكفت فيه الشيء، أي يضم " ويقبض " ويجمع، والأرض كفات لنا " الأحياء والأموات، وفي التنزيل العزيز " ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا " (6) قال ابن سيده: هذا قول أهل اللغة، قال: وعندي أن الكفات هنا مصدر من كفت إذا ضم وقبض، وأن أحياء وأمواتا منتصب به، أي ذات كفات للأحياء والأموات، وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات، ومنه قولهم للمنازل: كفات الأحياء، وللمقابر: كفات الأموات. وفي التهذيب (7): يريد تكفتهم أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم وتكفتهم أمواتا في بطنها، أي تحفظهم وتحرزهم، ونصب أحياء وأمواتا بوقوع الكفات عليه كأنك قلت: ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات، فإذا نونت نصبت، وفي حديث الشعبي " أنه كان بظهر الكوفة، فالتفت إلى بيوتها، فقال: هذه كفات الأحياء، ثم التفت إلى المقبرة، فقال: وهذه (8) كفات الأموات، يريد تأويل قوله عز وجل: " ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا ".
" واكتفت المال: استوعبه " وضمه إليه " أجمع ".
و " الكفات ككتان: الأسد "، وذا (9) من التكملة.
" والكفت (10): القدر الصغيرة، ويكسر "، الفتح رواية