حينئذ (1)؟!.
هذا كله لو كان مرادهم المنة على رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " بالانفاق عليه.
ثانيا: إن كان المراد المن على الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " بالانفاق في سبيل الله سبحانه، فهو أيضا لا يصح، إذ لم نجد في التاريخ ما يدل على ذلك. بل لقد وجدنا ما يدل على خلافه، فإن أبا بكر قد ضن بماله إلى حد أنه لم يتصدق ولو بدرهمين في قصة النجوى، ولم يفعل ذلك سوى أمير المؤمنين " عليه السلام "، حتى أنزل الله تعالى قرآنا يؤنب فيه الصحابة ويلومهم على ذلك ثم تاب عليهم، قال تعالى: " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات، فإذ لم تفعلوا، وتاب الله عليكم الآية (2) ". ولو أن أبا بكر تصدق بدرهمين لم يكن ممن توجه إليهم هذا العتاب منه تعالى.
وثالثا: والاهم من ذلك: أنه لا معنى لان يكون الانفاق لوجه الله، ثم يمن المنفق على الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم "، كما أخبر " صلى الله عليه وآله وسلم " عنه. كما تزعم الرواية. بل المنة لله ولرسوله عليه في ذلك.
وقد نهى الله عن المن. فقال: " معالا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى " (3)، وقال: " ولا تمنن تستكثر " (4). ولذلك فإننا لا يمكننا أن نقبل: أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يمدح هذا المنان عليه (أي