السلام " قد حاربهم بسيف خالد موضع شك وريب، لأنه انما حاربهم بسيفه هولا بسيف خالد.
إلا أن يقال: إن نسبته إليه لا تدل على ملكيته له.
وقد يكون حاربهم بسيفه أولا، ثم سيف خالد ثانيا بعد أن أخذه منه وإن كان هذا الاحتمال ضعيفا.
4 - وأما دعوى ابن تيمية: أن حديث حراسة جبرائيل وميكائيل له " عليه السلام "، ونزول الآية فيه، كذب باتفاق أهل العلم بالحديث والسير.
فلا تصح أصلا، فإننا لم نجد أحدا منهم صرح بكذب هذه الرواية سواه، فهو يدعى عليهم ما لا يعرفون، وينسب إليهم ما هم منه بريئون؟.
بل عرفت تصحيح الحاكم والذهبي لهذا الحديث، وتقدم أيضا طائفة كبيرة من الذين رووه من كبار العلماء والحفاظ، من دون غمز فيه أو لمز.
إلا أن يكون شيطان ابن تيمية قد أوحى إليه، بأن ينسب إليهم ما هم منه براء.
5 - وأجاب الحلبي عن كلام ابن تيمية بقوله: "... لكنه في الامتاع لم يذكر أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " قال لعلي ما ذكر " أي لن يصل إليك شئ تكرهه وعليه فيكون فداؤه للنبي بنفسه واضحا.
ولا مانع من تكرار نزول الآية في حق علي، وفي حق صهيب.
وحينئذ يكون " شرى " في حق علي (رضي الله عنه) بمعنى باع، أي باع.
نفسه بحياة المصطفى. وفي حق صهيب بمعنى اشترى، أي اشترى نفسه بماله.
ونزول هذه الآية بمكة، لا يخرج سورة البقرة عن كونها مدنية " لأن