ه: الدفاع عن النفس في وجه الغزاة والمهاجمين، وملاحقة من قام بالغارة منهم على المدينة.
وأخيرا، فإننا نلاحظ: أن المشركين قد استمروا يغزون المسلمين، والمسلمون يدافعون عن أنفسهم إلى ما قبل صلح الحديبية، حيث يروي البخاري وغيره أن النبي " صلى الله عليه وآله " قال بعد منصرفه من بني قريظة: الآن نغزوهم ولا يغزوننا.
وسيأتى ذلك إن شاء الله.
هل الاسلام قام بالسيف؟!
وبعد كل ما تقدم يتضح لنا: أنه ليس معنى قيام الاسلام بسيف علي " عليه السلام ": أنه (ع) كان يجعل السيف فوق رأس الانسان، ويقول له:
إما أن تسلم وإما أن تقتل.
وإنما معنى ذلك: أن سيف علي " عليه السلام " كان أبعد أثرا في الدفاع عن الاسلام، وصد اعتداءات المعتدين، وتأمين حرية الفكر والعقيدة، والرأي، حسبما قدمناه.
ولأجل أن حروب الإسلام كانت تهدف للحفاظ على الإنسان، والدفاع عن النفس، وتأمين الحرية الفكرية، نلاحظ: أنه يقتصر في حروبه على أقل قدر ممكن ترتفع به الضرورة، كما أنه يلتزم بضبط النفس الكامل والواعي، حتى في أحلك اللحظات، وأخطرها.
ولذا لم يستطع الباحثون إيصال عدد القتلى في حروب النبي (ص) طيلة عشر سنين، والتي تعد بعشرات الحروب والسرايا إلى الألف قتيل (1). رغم أن هذه الحروب كانت تتجه نحو تهيئة الجو لبسط النفوذ