يتصل بالحياة الاجتماعية، ولا يتفاعل معها، لا من قريب ولا من بعيد.
وإذا توفرت حرية الفكر والرأي والعقيدة، فإن ذلك سوف يشجع الآخرين على الدخول في هذا الدين، آمنين من العذاب والأذى، ومن مختلف أنواع الضغوط، ومن الفتنة التي هي أكبر من القتل بنظر الاسلام.
فالمسلمون إذا قاتلوا، فإنما يقاتلون انطلاقا من حقهم الذي جعله الله لهم، ومن أجل ذلك الحق في سبيله، وطلبا له، على حد تعبير الرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " كما سيأتي إن شاء الله تعالى وكما قرره الله تعالى حيث يقول:
" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وان الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، إلا أن يقولوا ربنا الله " (1) فالاذن بالقتال للمسلمين إنما هو في صورة كون غيرهم قد بدأهم به، بالإضافة إلى كونهم قد أخرجوا من ديارهم.
ج: وبعد كل ما تقدم، فقد كان النبي (ص) والمسلمون ملتزمين بعرض خيارات منصفة على الطرف الأخر، حتى ليعترف بعض المشركين بأن الاصرار على الحرب بعد هذه العروض يكون ظلما وبغيا، كما سيأتي إن شاء الله تعالى ولكن الباقين لا يقبلون بالعرض لأنهم كانوا مصممين على الحرب، منذ قتل ابن الحضرمي في سرية ابن جحش (2).
مع أنه قد كان بإمكانهم تلافي قضية ابن الحضرمي، إما بالثار على نطاق أضيق، أو بقبول الدية، وكلاهما عن خلق العرب ليس ببعيد.
د: مناهضة ناقضي العهود، وإيقافهم عند حدهم، كما كان الحال بالنسبة لليهود، ثم بالنسبة لمشركي مكة، الذين نقضوا عهد الحديبية.