اعتناق الاسلام إلا واحدا منها. وكان من يعتنق الاسلام يعتنقه بملء ء رغبته، وحريته، وإرادته، ومن دون أي ضغط حتى إعلامي من قبل المسلمين. ولقد اعتنقت كثير من البلدان الاسلام بمجرد اطلاعها عليه، من دون انتظار الفتح الاسلامي.
ولكن ذلك لا يعني أن يقف الاسلام والمسلمون مكتوفي الأيدي أمام كل اضطهاد، أو اعتداء، أو ظلم يمارس ضدهم، وأن يخضعوا للضغوط ولإرادات الآخرين، التي لن ترضى إلا بالقضاء عليه وعليهم نهائيا.
كما أن ذلك لا يعني أن لا يعد المسلمون لأعدائهم ما استطاعوا من قوة، ومن رباط الخيل يرهبون به عدو الله وعدوهم، لأن الإسلام الذي يدعون إليه، وبطالبون بحرية التفكير والنظر فيه، ليس مجرد طقوس فردية، وتزكية نفسية، وإنما هو نظام عام شامل يريد أن يقود عملية تغيير شاملة على مستوى العالم بأسره. الأمر الذي يحتم أن تتوفر الحماية الكاملة لهذا الاسلام، الذي لابد أن يصطدم بأصحاب الأطماع، والأهواء، وبالجبارين الذين يحكمون الناس بوحي من مصالحهم ورغباتهم.
نعم، لابد من الحماية الكافية ولابد من استعمال أسلوب العنف إذا لم يمكن تأمين حرية الفكر، والرأي، والعقيدة إلا بذلك، وليوجد من ثم الجو والمناخ المناسب لتطبيق الجانب التشريعي للاسلام.
وحتى لا يتحول الاسلام إلى إسلام حكام يخضع لرغباتهم، ويتطور حسب مصالحهم، وأهوائهم - كما كان الحال بالنسبة لبعض الفرق والمذاهب التي ابتليت بهذا الداء الوبيل - وأيضا حتى لا يتحول جانب عظيم ورئيس في هذا التشريع، ليكون مجرد فكر ميت، يوضع في المتاحف، ويكون الجانب الحي هو خصوص الجانب الفردي، الذي لا