العمل (1).
وقد اعتذر القوشجي متكلم الأشاعرة عن ذلك بقوله: " إن مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع " (2).
وهذا اعتذار غير وجيه، فإن النبي (ص) لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، كما صرحت به الآيات.
ووجه العذر الحق عنه هو: أن الخليفة الثاني قد رأى - في نظره -:
أن الناس إذا سمعوا: أن الصلاة هي في العمل، فإنهم سوف يتكلون على الصلاة ويتركون الجهاد، كما سيصرح به الخليفة نفسه فيما يأتي.
ومعنى ذلك هو أن هذا كان منه نهيا مصلحيا وقتيا، ولم يكن نهيا تشريعيا تحريميا، حيث إنه كان يعلم: أنه ليس له حق التشريع.
16 - وقال الحلبي: " ونقل عن ابن عمر، وعن علي بن الحسين (رض): أنهما كانا يقولان في أذانيهما، بعد حي على الفلاح: حي على خير العمل " (3).
17 - وقال علاء الدين الحنفي، في كتاب التلويح في شرح الجامع الصحيح: " وأما حي على خير العمل، فذكر ابن حزم: أنه صح عن ابن عمر، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف (4): أنهم كانوا يقولون في أذانهم: