7 - قد ذكرت الوثيقة: أنه يجير على المسلمين أدناهم، ولا يجير كافر على مسلم.
وهذا يؤكد ما ذكرناه آنفا، فالاسلام لا يرى الشرف بالمال، ولا بالقبيلة، ولا بغير ذلك من أمور، وإنما إنسانيته هي التي تعطيه القيمة.
ونزيد هنا: أن قرارا كهذا يرسخ الشعور بالمساواة فيما بين المسلمين؟ فلا يمتاز غني على فقير، ولا قوي على ضعيف ما دام الجميع قد حملوا في داخلهم معين القيم، والمثل، وما عليهم بعد ذلك إلا الاستفادة من هذا المعين الثر لينشر الخير والصلاح والفضل والتقى في جميع ربوع حياتهم، وفي مختلف شؤونها.
8 - وقد تقرر أيضا: أن لا ينصر المسلمون من أحدث وابتدع، بل يجب عليهم مقاومته والتصدي له ولبدعته بكل صلابة وحزم.
وفي هذا تتجلى الأهمية البالغة التي يوليها الاسلام للسلامة الفكرية، ويؤكد أهمية الصيانة في المجال الثقافي والعقيدي والفكري.
ثم هو يعطي للجماعة أو فقل للأمة دورا في تحقيق هذه الصيانة، ويؤكد على دور الناس جماعات وأفرادا في التصدي للانحراف ومقاومته، قبل أن تعصف بهم رياحه أو يجرفهم تياره، حيث إنه يستهدفهم أفرادا أولا، ليعبث بقدراتهم جماعات، ثم يسخرهم ويستغل كل طاقاتهم في ترسيخ دعائمه، وتثبيت عزائمه، وليكونوا من ثم اليد التي يبطش بها، والمعول الذي يهدم به كل فضيلة ويشيع كل رذيلة.
9 - في هذه الوثيقة أيضا تكريس للسلطة الاسلامية واعتراف مسجل بها من قبل ألذ أعدائها وهم اليهود - أعني الذين تهودوا من الأنصار وقد كان اليهود يعتبرون أنفسهم وحدهم دون كل من عداهم، أصحاب كل الامتيازات، وإن كل قرار يجب أن يكون صادرا عنهم، ومنهم، واليهم، فهم الحكام على الناس، والناس كلهم يجب أن يكونوا تحت سلطتهم،