15 - ونلاحظ: أن هذه الوثيقة قد اعتمدت التعبير ب " المؤمنين " بدل " المسلمين ".
ولهذا دلالاته على صيد التعامل، كما أن له إيحاءاته بالنسبة للمخلصين، ليزدادوا خلوصا وإخلاصا أو بالنسبة للمنافقين الذين يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم. كما أن له تأثيراته السياسية في مجال التمايز بين الفرق، كي لا يكون ذلك من منطلق التعصب للدين والمذهب.
16 - وفي الوثيقة أيضا: إظهار شرف الايمان الذي أعطيت الامتيازات على أساسه، واعتبار الكفر في درجة منحطة حينما قال: " أن لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر، ولا ينصر كافرا على مؤمن ".
17 - هذا إلى جانب التمايز الواضح فيما بين معسكري الكفر والايمان، وتكريس حالته.
18 - ويلاحظ: أن الوثيقة قد نصت على أن كل من يعترف بما في هذه الصحيفة لا يحق له نصر محدث، ولا إيواؤه. وهذا من شانه أن يشيع الأمن العام، ويجعل الناس يطمئنون نوعا ما، ويخفف من الخوف الذي كان سائدا بين الأوس والخزرج. كما أن فيه إنذارا مبطنا للآخرين من اليهود والمشركين الذين يعيشون مع المسلمين في بلد واحد.
19 - كما أن إظهار المسلمين أمام أعدائهم على أنهم قوة واحدة ومتماسكة ومتناصرة، له أثر كبير في تكريس الهيبة لهم في النفوس، وإبعاد الأطماع في أن ينفذ نافذ إلى المسلمين من خلال التلاعب بالعواطف القبلية أو سواها.
20 - ويلاحظ أخيرا: أن الوثيقة لم تعط للمشركين حقوقا، ولكنها فرضت عليهم قيودا، فليس للمشرك أن يجير مالا لقريش، ولا نفسا، ولا