الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٤ - الصفحة ١٠
قال: نعم.
فتبسم علي ضاحكا وأهوى إلى الأرض ساجدا، شكرا لله، فنام على فراش النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، واشتمل ببرده " صلى الله عليه وآله وسلم " الحضرمي. ثم خرج النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في فحمة العشاء. والرصد من قريش قد أطافوا بداره ينتظرون.
خرج " صلى الله عليه وآله وسلم "، وهو يقرأ هذه الآية: أو جعلنا من بين أيديهم سدا، ومن خلفهم سدا؟ فأغشيناهم؟ فهم لا يبصر ون " (1).
وكان بيده " صلى الله عليه وآله وسلم " قبضة من تراب، فرمى بها في رؤوسهم، ومر من بينهم، فما شعروا به، وأخذ طريقه إلى غار ثور.
فجاء أبو بكر وأمير المؤمنين علي " عليه السلام " نائم، فقال: يا نبي الله، وأبو بكر يحسبه أنه نبي الله قال: فقال له علي: إن نبي الله. قد انطلق نحو بئر ميمونة، فأدركه، فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار (2).

(ا) سورة يس ٩. وراجع أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ٨٠، ٨١.
(٢) راجع في الفقرات الأخيرة: مناقب الخوارزمي الحنفي ص ٧٣ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٣٣ وتلخيصه للذهبي بهامشه وصححاه، ومسند أحمد ج ١ ص ٣٢١، وتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص ٣٤، وشواهد التنزيل ج ١ ص ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١، وتاريخ الطبري ج ٢ ص ١٠٠، وتفسير البرهان ج ١ ص ٢٠٧، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي مر ٣٠ وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ط النجف ص ٦٣، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٥، ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٠ عن أحمد ورجاله رجال الصحيح غير واحد وهو ثقة، وعن الطبراني في الكبير والأوسط، والبحار ج ١٩ ص ٧٨ و ٩٣ عن الطبري وأحمد، والعياشي، وكفاية الطالب، وفضائل الخمسة ج ١ ص ٢٣١، وذخائر العقبى ص ٨٧، وكفاية الطالب ص ٢٤٢، وقال إن ابن عساكر ذكره في الأربعين الطوال، وترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام، من تاريخ ابن عساكر تحقيق المحمودي ج ١ ص ١٨٦ و ١٩٠، ونقله المحمودي في هامشه عن: الفضائل لأحمد بن حنبل، حديث 291 وعن غاية المرام ص 66، عن الطبراني ج 3 في الورق 168 / ب وفي هامش كفاية الطالب عن: الرياض النضرة ج 2 ص 203. وأما الفقرات الأخرى فهي موجودة في مختلف كتب الحديث والتاريخ.
وفي البحار ج 19 ص 61 وأمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 81 أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ا أمر أبا بكر وهند ابن أبي هالة: ان ينتظرا في طريقه إلى الغار بمكان عينه لهما. وفي البحار في ج 19 ص 73، عن الخرائج والجرائح، قال: " ومضى وهم لا يرونه، فرأى أبا بكر قد خرج في الليل يتجسس من خبره.
وقد كان وقف على تدبير قريش من جهتهم، فأخرجه معه إلى الغار.
وإذا صح هذا، فيرد سؤال: كيف لم يخبر أبو بكر النبي بامرهم؟! إلا أن يقال: إنه إنما جاء ليخبر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بذلك - ولكن الأهم من ذلك: كيف اطلعت قريش أبا بكر على تدبيرها مع حرصها الشديد على التكتم فيه، عن كل من له بالنبي أدن صلة كما تقدم تصريح الديار بكري وغيره بذلك.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست