ولد له عشرون ابنا وثمان عشرة بنتا اه.
وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: قال علماء السير له عشرون ذكرا وعشرون أنثى وعدهم كابن الخشاب الا انه لم يذكر الحسين وبعد جعفر الأصغر قال وقيل محمد ولم يقل موضع عمر وعد الفواطم أربعا.
وقال ابن شهرآشوب في المناقب: أولاده ثلاثون فقط ويقال سبعة وثلاثون فأبناؤه ثمانية عشر ولكنه عدهم عشرين كابن الخشاب إلا أنه عد الحسن بدل الحسين وزاد الفضل ونقض جعفر الأصغر وذكر محمدا موضع عمر قال وبناته تسع عشرة الا انه عدهن عشرين: خديجة، أم فروة، أم أبيها، علية، فاطمة، فاطمة، بريهة، كلثم، أم كلثوم، زينب، أم القاسم، حكيمة، رقية الصغرى، أم دحية، أم سلمة، أم جعفر، لبابة، أسماء، امامة، ميمونة اه.
وفي عمدة الطالب: ولد ع ستين ولدا سبعا وثلاثين بنتا وثلاثة وعشرين ابنا درج منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف وهم عبد الرحمن وعقيل والقاسم ويحيى وداود ومنهم ثلاثة لهم إناث وليس لأحد منهم ذكر وهم سليمان والفضل و احمد ومنهم خمسة في اعقابهم خلاف وهم الحسين وإبراهيم الأكبر وهارون وزيد والحسن ومنهم عشرة أعقبوا بغير خلاف وهم علي وإبراهيم الأصغر والعباس وإسماعيل ومحمد وإسحاق وحمزة وعبد الله وعبيد الله وجعفر هكذا قال شيخنا أبو نصر البخاري، وقال النقيب تاج الدين أعقب موسى الكاظم من ثلاثة عشر ولدا رجلا منهم أربعة مكثرون وهم علي الرضا وإبراهيم المرتضى ومحمد العابد وجعفر وأربعة متوسطون وهم زيد النار وعبد الله وعبيد الله وحمزة وخمسة مقلون وهم العباس وهارون وإسحاق وإسماعيل والحسن وقد كان الحسين بن الكاظم أعقب في قول شيخنا أبى الحسن العمري ثم انقرض اه، وهذا يخالف كلام جميع من تقدم في أمرين: الأول ان ظاهر كلامهم أن إبراهيم بن الكاظم واحد وهذا الكلام صريح في أنهما اثنان وبينا ذلك مفصلا في الجزء الخامس في ترجمة إبراهيم بن موسى بن جعفر ع الثاني زيادة عدد أولاده ع عما مر زيادة مفرطة ولعل من سبق ذكرهم اقتصروا على المشهورين المعقبين.
صفته في خلقه وحليته في الفصول المهمة: صفته أسمر عميق أي شديد السمرة وفي عمدة الطالب كان أسود اللون وفي مناقب ابن شهرآشوب كان ع أزهر إلا في القيظ لحرارة مزاجه ربعه تمام أخضر حالك كث اللحية اه وفي البحار المراد بالأزهر المشرق المتلألئ لا الأبيض اه وذلك لأنه كان شديد السمرة، والأخضر هو الأسمر قال:
وأنا الأخضر من يعرفني أخضر الجلدة من بيت العرب ونسخة المناقب غير مضمونة الصحة فلذلك كان ظن أن في العبارة المنقولة تحريفا.
صفته في أخلاقه وأطواره في عمدة الطالب: كان موسى الكاظم ع عظيم الفضل رابط الجاش واسع العطاء وكان يضرب المثل بصرار موسى وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة.
وقال المفيد في الارشاد: كان موسى بن جعفر ع أجل ولد أبي عبد الله قدرا وأعظمهم محلا وابعدهم في الناس صيتا ولم ير في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفسا وعشرة وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلهم وأفقههم واجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته والتعظيم لحقه والتسليم لأمره ورووا عن أبيه ع نصا عليه بالإمامة وإشارة إليه بالخلافة واخذوا عنه عالم دينهم.
ثم قال: كان أبو الحسن موسى أعبد أهل زمانه وأزهدهم وأفقههم وأسخاهم كفا وأكرمهم نفسا وروي انه كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس وكان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان أوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق والأدقة والتمور فيوصل إليهم ذلك ولا يعلمون من أي جهة هو اه ويأتي انه كان إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير وكانت صراره مثلا، وقال ابن شهرآشوب كان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا بالقرآن فكان إذا قرأ تحزن وبكى وبكى السامعون لتلاوته وكان أجل الناس شانا وأعلاهم في الدين مكانا وأفصحهم لسانا وأشجعهم جنانا قد خصه الله بشرف الولاية وحاز ارث النبوة وبوأ محل الخلافة سليل النبوة وعقيدة الخلافة اه.
مناقبه وفضائله ولا بد من ملاحظة ما ذكرناه في سيرة الصادق ع من أن ذكر منقبة لأحدهم ع وعدم ذكرها للآخر ليس معناه عدم وجودها فيه لاشتراك الكل في أنهم أكمل أهل زمانهم وهي كثيرة تجاوز حد الحصر ونقتصر هنا منها على أمور:
أحدها العلم فقد روى عنه العلماء في فنون العلم من علم الدين وغيره ما ملأ بطون الدفاتر وألفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة المروية عنهم بالأسانيد المتصلة: وكان يعرف بين الرواة بالعالم.
في تحف العقول للحسن بن علي بن شعبة: قال أبو حنيفة:
حججت في أيام أبي عبد الله الصادق ع فلما أتيت المدينة دخلت داره فجلست في الدهليز انتظر إذنه إذ خرج صبي فقلت يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم قال على رسلك ثم جلس مستندا إلى الحائط ثم قال توق شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وقارعة الطريق وتوار خلف جدار وشل ثوبك ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها وضع حيث شئت، فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له ما اسمك فقال انا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقلت له يا غلام ممن المعصية فقال إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث اما أن تكون من الله وليست منه فلا نبغي للرب ان يعذب العبد على ما لا يرتكب واما أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك فلا ينبغي للشريك القوي ان يظلم الشريك الضعيف وإما أن تكون من العبد وهي منه فان عفا فكرمه وجوده وان عاقب فبذنب العبد وجريرته، قال أبو حنيفة فانصرفت ولم الق أبا عبد الله واستغنيت بما سمعت ورواه ابن شهرآشوب في المناقب نحوه الا أنه قال : يتوارى خلف الجدار ويتوقى أعين الجار وقال فلما سمعت هذا القول منه نبل في عيني وعظم في قلبي وقال في آخر الحديث فقلت ذرية بعضها من بعض.