سلي بي أ لست الباذل المال للورى * وغيري يذود الناس عنه ويدفع انا ابن الأباة الضيم من آل هاشم * حماة الحمى والبيض بالبيض تقرع بدور الدجى والمنعشون بني الرجا * وأكرم من فوق البسيط وأشجع وهم روضة المعروف والدوحة التي * فروع الهدى عن أصلها تتفرع أقر الموالي والمعادي بفضلهم * وكيف جحود الصبح والنور يسطع تمل أحاديث الكرام وذكرهم * هو المسك ما كررته بتضوع أولئك يا لمياء قومي وأسرتي * وعرقي إليهم يا ابنة القوم ينزع ويا رب باع قد بغاني بكيده * فنكسته والشر بالشر يدفع وكم خامل في الناس أدلى بوده * إلي وروض الود عندي ممرع فأكرمت مثواه ونوهت باسمه * فصار له في قنة المجد موضع وحقك يا لمياء لولاي ما اغتدت * طيور الثنا في دوحة الشعر تسجع ونحن أناس لا يزال لباسنا * مدى الدهر جلباب الشتاء الموشع لنا من سرابيل المديح جديدها * وللناس منها المسترث المرقع ومن أعوزت فيه المعالي فمدحه * ضلال وهل يحتاج للمشط أقرع وقافية ضم البديع نسيبها * إلى فخرها خير الرحيق المشعشع يضوع الشذا من كل طيب بعثته * إلى الأنف لكن فارة المسك أضوع وقال يمدحه بعد توجهه إلى بغداد من قصيدة:
اما والهوى لولا هوى لي معرق * لما بل نحري عبرة تترقرق فلا تعذلاني ان من يطرح الغضا * على ناره كي تنطفي فهو أحمق جوى لزه بالقلب حي تحملوا * وسارت مطاياهم تحب وتعنق تنازعني نفسي إليهم وبينها * وبين الربيع الطلق بيداء سملق ولو انصفوا يوم الرحيل أخاهم * لما طرحوه في الشام وأعرقوا واني على القلب الذي سافروا به * من الترك في بعض الموامي لمشفق ولا غرو ان فاضت دموعي فإنما * يفرق شمل الدمع شمل مفرق اما وهواهم وهي حلقة صادق * وما كل قوال إذا قال يصدق لقد ضاق صدري بعدهم ومن العنا * حياة الفتى والصدر بالهم ضيق إذا بلغوا دار السلام وأشرفت * عليهم وجوه كالأهلة تشرق ومدوا إلى ماء الفرات أناملا * بأمثاله يوم الندى تتدفق فقد تركوا ماء المذلة آجنا * وفازوا بماء العز وهو مروق والقوا عصاهم في رياض من العلى * بها يثمر المجد الأثيل ويورق ومن شط عن دار الهوان تفاديا * من الضيم فهو اللوذعي الموفق وليس سواء جار موسى وضده * ولا نستوي دار السلام وجلق سقى الغيث اكناف العراق فإنها * بذلك أحرى من سواها وأخلق ولا غرو ان فضلتها وهي مغرب * لأنوار رب العالمين ومشرق هم النفر الغر الذين بحبلهم * وعروتهم دون الورى نتعلق سراة كرام كل باد وحاضر * من الخلق بالاحسان منهم مطوق تبارك من أولاهم الفضل كله * فطاروا باقسام المعالي وحلقوا أما وعلاهم أن قلبي إليهم * من الحائم الصادي إلى الماء أشوق إذا ما ذكرت القرب منهم ولم أجد * إليه سبيلا كادت الروح تزهق خليلي قوما واسقياني سلافة * من الشعر لا كان الرحيق المعتق مصفقة كأساتها بثناء من * كلفت به خير الرحيق المصفق وما هو الا أحمد الباس والندى * وجامع شمل الفضل وهو مفرق أبر من الطائي ان عز نائل * وأفصح من سحبان ان عز منطق همام كساه الله أفضل حلة * من المجد لا تبلى ولا تتمزق أقام زمانا في الشام وظلها * به سابغ والعيش ريان مونق وقد كان لي فيها مجنا من الردى * إذا أرعد الأعداء فيها وأبرقوا وبحرا يداوي كظة الفقر بالغنى * وبدرا إذا ما أظلم الدهر يشرق فأصبحت فردا في الشام مقلقلا * كأني على ورق الغزال معلق أروح ولي قلب يقلبه الجوى * وطرف كما شاء الفراق مؤرق ولولا اتقاء الشامتين لصرحت * بمكنون وجدي عبرة تتدفق أ في الحق ان يغدو فتاك مغربا * يكابد أشواقا وأنت مشرق أ تتركني ما بين ضد مباين * وخب أصافيه الوداد فيمذق ومن رام تعذيب البلابل ساقها * إلى دوحة فيها غراب وعقعق وما يصنع الغصان والماء مفزع * له وبه أمسى يغص ويشرق أ لست الذي أحيا بمدحك ما قضى * من الشعر حتى قيل عاش الفرزدق قواف بروح الدهر وهو مطوق * بهن وان طال المدى ومقرطق لها من معاليك اشتهار ورفعة * ومن سيفك الماضي مضاء ورونق ولي قصبات السبق في مدحك الذي * أدل به لكن أياديك أسبق ولولا وجوب الشكر كان معرة * علي وان قالوا مجيد ومفلق قال المؤلف مستدركا على الطبعة الأولى:
قتل في بغداد يوم الاثنين 22 جمادى الأولى سنة 1217.
مرت ترجمته في محلها واعدنا ذكره ثانيا لزيادات وجدناها.
قال الأستاذ يعقوب سركيس فيما نشره في مجلة الاعتدال النجفية:
كلمة ينيجري تركية وأصحابها الترك يكتبونها يكيجري ويلفظون الكاف كافا فارسية وهي مركبة من كلمتين معناهما الجند الجديد، والعرب قالوا فيها انكشاري وجمعوها على انكشارية. ثم حكى عن مكتوب بالإيطالية لأحد تجار بغداد تاريخه 21 أيلول سنة 1802 م الموافق جمادى الأول سنة 1217 ه أن الحاج أحمد آغا البغدادي كان قواسا في بغداد وفر وهو شاب بسبب قتل، فذهب إلى دمشق فكان تفكجي ثم تفكجي باشي وأخيرا ينيجري آغاسي وبعد أن كان متفقا مع أحمد باشا الجزار اختلفا فنجا منه ومعه أمواله وجاء إلى بغداد سنة 1791 م 1206 ه فاحسن لقاءه الوالي سليمان باشا ثم نصبه ينيجري آغاسي خلفا لقاسم آغا وبقي على ذلك حتى وفاة الباشا وعلى أثر هذه الوفاة اجتمع الذين لهم حق القول فيمن يكون خلفا للمتوفى وكان بينهم أحمد آغا فاجمعوا على نصب علي باشا مكانه وبعدئذ خالفهم هذا الآغا فاضرم في 12 الجاري أيلول ثورة كان أضمر القيام بها فهجم أولا على مشايعي العثمانيين يريد أصحاب الباشا وحفر خنادق ووجه مدافعه وقنابله إلى السراي بمساعدة أعوانه وكانت النتيجة ان الظفر جاء بجانب علي باشا في 20 الجاري فاستولى على القلعة وقد فر العصاة منها فامر الباشا بالتفتيش عنهم فوجد أحمد آغا المسبب للثورة وقبض عليه فقتله مع جماعة شركائه في الأمر وسجن الباقين وقد دامت هذه الثورة ثمانية أيام كان خلالها تخريب للعصاة في المدينة وسلب وقتل وغصب أموال ونهب عام اه واستولى علي باشا على القلعة يوم السبت 20 جمادى الأول سنة 1217 وكان أحمد آغا قد هرب ففتش عنه فوجد يوم الاثنين 22 جمادى الأولى في دار واقعة في محلة رأس القرية فجئ به إلى الوالي فقتل. قال وجاء ذكر هذه الواقعة في غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر لياسين العمري الموصلي كما في نسخة مخطوطة وينتهي باخبار 1225 قال وقبضوا على أحمد آغا وحملوه إلى علي باشا فشتمه وضربه بالسيف ثم ضربه اتباع الحاكم قائم مقام علي باشا فمات اه وحكى أيضا عن كتاب دوحة الوزراء التركي في تاريخ بغداد المخطوط ان أحمد آغا كان في سنة 1217 ه 1802 م ينيجري آغاسي بغداد وفي تلك السنة مات واليها سليمان باشا