وكذلك الذي تقلد امرة اليمن لم يعلم أنه الأكبر أو الأصغر ففي عمدة الطالب إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم وهو الأصغر وأمه أم ولد نوبية اسمها نجيبة قال الشيخ: أبو الحسن العمري ظهر باليمن أيام أبي السرايا وقال أبو نصر البخاري ان إبراهيم الأكبر ظهر باليمن وهو أحد أئمة الزيدية وقد عرفت حاله وأنه لم يعقب انتهى كما أن أقوال العلماء في وصف إبراهيم المرتضى أو إبراهيم بن موسى الكاظم لم يعلم أن المراد بها أيهما نعم الذي تقلد امرة اليمن هو الملقب بالمرتضى كما يأتي عن غاية الاختصار.
أقوال العلماء فيه في كتاب غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار للسيد تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني نقيب حلب وابن نقبائها: الامام الأمير إبراهيم المرتضى كان سيدا أميرا جليلا نبيلا عالما فاضلا يروي الحديث عن آبائه ع. وفي ارشاد المفيد وإعلام الورى للطبرسي كان إبراهيم بن موسى شيخا كريما قال ولكل واحد من ولد أبي الحسن موسى ع فضل ومنقبة مشهورة وكان الرضا ع المقدم عليهم في الفضل انتهى.
حاله في الوثاقة في الوجيزة: إبراهيم بن موسى ممدوح انتهى وفي رجال بحر العلوم: وكانه اخذ المدح من هاهنا اي من قول المفيد ولكل واحد الخ قال وقد كان أبو الحسن موسى ع اوصى إلى ابنه علي بن موسى ع وأفرده بالوصية في الباطن وضم إليه في الظاهر إبراهيم والعباس والقاسم وإسماعيل واحمد وأم احمد وفي حديث وصيته على ما في الكافي والعيون وانما أردت بادخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف لهم وان الامر إلى علي ان رأى أن يقر اخوته الذين سميتهم في كتابي هذا أقرهم وان كره فله ان يخرجهم فان آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه فأحب ان يردهم في ولاية فذلك له قال وفي هذا الحديث ان اخوة الرضا ع نازعوه وقدموه إلى أبي عمران الطلحي قاضي المدينة وابرزوا وجه أم أحمد في مجلس القاضي وكان العباس بن موسى هو الذي تولى خصومته وأساء الأدب معه ومع أبيه وفض خاتم الوصية الذي نهى ع عن فضه ولعن من يفضه وقال للرضا ع في آخر كلامه: ما اعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين. وهي منتهى الذم للعباس واخوته الذين وافقوه على خصومة الرضا ع ومخالفته ومنازعته. وفي حديث آخر في الكافي ان اخوته كانوا يرجون ان يرثوه فلما اشترى يزيد بن سليط للرضا ع أم الجواد عادوه من غير ذنب ثم كان بغيهم انهم هموا بنفيه عن أبيه حتى قضت القافة بالحاقه والقصة في ذلك مشهورة أوردها الكليني في الكافي وغيره فما ذكره المفيد هنا وتبعه غيره من الحكم بحسن حال أولاد الكاظم ع عموما محل نظر وكذا في خصوص إبراهيم ففي الكافي في باب ان الامام متى يعلم أن الامر قد صار إليه عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن أسباط قلت للرضا ع ان رجلا غر أخاك إبراهيم قد ذكر له ان أباك في الحياة وانك تعلم من ذلك ما لم يعلم فقال سبحان الله يموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يموت موسى قد والله مضى كما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه هلم جرا يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم ويصرفه عن قرابة نبيه هلم جرا فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء لقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد ان أشفى على طلاق نسائه وعتق مماليكه وقد سمعت ما لقي يوسف من اخوته. وفي العيون عن الهمداني عن علي عن أبيه عن بكر بن صالح قلت لإبراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر ما قولك في أبيك قال هو حي قلت فما قولك في أخيك أبي الحسن قال ثقة صدوق قلت فإنه يقول إن أباك قد مضى قال هو اعلم وما يقول فأعدت عليه فأعاد علي قلت فاوصى أبوك قال نعم قلت إلى من اوصى قال إلى خمسة منا وجعل عليا المقدم علينا. وفي الكافي في مولد الحسن العسكري ع عن علي بن محمد عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكردي عن محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال ضاق بنا الامر فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد فإنه قد وصف لي عنه سماحة فقلت تعرفه قال ما أعرفه ولا رأيته قط. قال فقصدناه فقال لي أبي وفي طريقه ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم مائتا درهم للكسوة ومائتا درهم للدقيق ومائة للنفقة فقلت في نفسي ليته أمر لي بثلثمائة درهم مائة اشتري بها حمارا ومائة للكسوة ومائة للنفقة واخرج إلى الجبل قال فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال يدخل علي بن إبراهيم ومحمد ابنه فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت فقال يا سيدي استحييت ان ألقاك على هذه الحال فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال هذه خمسمائة درهم مائتان لكسوة ومائة للدقيق ومائة للنفقة وأعطاني صرة فقال هذه ثلثمائة درهم اجعل مائة في ثمن الحمار ومائة للكسوة ومائة للنفقة الخبر ومع هذا يقول بالوقف قال محمد بن إبراهيم الكردي فقلت له ويحك أ تريد أمرا أبين من هذا قال فقال هذا أمر قد جرينا عليه وظاهره جريانه وجريان أبيه وجده جميعا عليه انتهى ولا يفيد تعدد المسمى بإبراهيم من أولاد الكاظم ع لأن الذي وافق العباس على مخاصمة الرضا ع ان لم يكن كل منهما فواحد منهما غير معين.
سيرته قال المفيد في الارشاد والطبرسي في إعلام الورى: تقلد إبراهيم بن موسى الإمرة على اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب ع الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان وأخذ له الأمان من المأمون انتهى وقال ابن زهرة في غاية الاختصار: مضى إلى اليمن وتغلب عليها في أيام أبي السرايا ويقال انه ظهر داعيا إلى أخيه الرضا فبلغ المأمون ذلك فشفعه فيه وتركه انتهى وقال أحمد بن زيني دحلان في تاريخ الدول الاسلامية إن أبا السرايا ولى اليمن إبراهيم بن موسى بن جعفر ولما قتل أبو السرايا كان إبراهيم بن موسى بمكة فسار إلى اليمن واستولى على كثير من بلاده ودعى لنفسه انتهى وقال علي بن انجب المعروف بابن الساعي في مختصر أخبار الخلفاء: توفي ولي الله الامام إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ع في أوائل سنة 210 ببغداد لقبه المجاب وامه أم ولد اسمها نجيبة استولى على اليمن وامتدت حكومته إلى الساحل وآخر القرن الشرقي من اليمن وحج بالناس في عهد المأمون ولما انتصب خطيبا في الحرم الشريف دعا للمأمون ولولي عهده علي الرضا بن الكاظم ع. مات مسموما ببغداد وقد قدم بغداد بعهد وثيق من المأمون ولكن الله يفعل ما يشاء وانشد حين لحده ابن السماك الفقيه: