تيامن منهم ستة: الأزد وكندة ومذحج والأشعرون وانمار وحمير ومن أنمار خثعم وبجيلة. وتشاءم أربعة عاملة وجذام ولخم وغسان فسكن عاملة بتلك الجبال وبقي فيها بنوه ونسبت إليهم. وقيل إن عاملة اسم امرأة وهي عاملة بنت مالك بن وديعة بن قضاعة أم الزاهر ومعاوية ابني الحارث بن مرة المنتهي نسبه إلى سبا وبنو عاملة هم أولاد الحارث المذكور نسبوا إلى أمهم والله أعلم. والنسبة إلى القبيلة عاملي ثم صارت تقال على من سكن هذه الجبال مطلقا واستمر ذلك إلى اليوم ولم تعد تعرف النسبة إلى القبيلة.
ويقال لهذا الجبل أيضا جبل الخيل وجبل الجليل يحده من الغرب البحر المتوسط ومن الشرق الحولة ووادي التيم وقسم من جبل لبنان ومن الجنوب فلسطين ومن الشمال نهر الأولي المعروف قديما بنهر الفراديس. وعن تاريخ المغربي انه واقع على الطرف الجنوبي من بلدة دمشق الشام في سعة ثمانية عشر فرسخا من الطول في تسعة فراسخ من العرض انتهى والصواب انه في الجانب الغربي من دمشق لا الجنوبي. خرج منه من علماء الشيعة الإمامية ما ينيف عن خمس مجموعهم مع أن بلادهم بالنسبة إلى باقي البلدان أقل من عشر العشر كما في أمل الآمل حتى أنه قال سمعت من بعض مشائخنا انه اجتمع في جنازة في قرية من قرى جبل عامل سبعون مجتهدا في عصر الشهيد الثاني.
والبازوري نسبة إلى البازورية بالباء الموحدة بعدها ألف وزاي معجمة وراء مهملة وياء مثناة تحتية وهاء قرية بقرب صور.
في أمل الآمل: كان فاضلا صدوقا صالحا شاعرا أديبا من المعاصرين قرأ على الشيخ بهاء الدين وعلى الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني وغيرهما وتلمذ على صاحب المدارك توفي بطوس في زماننا ولم أره وله ديوان شعر صغير عندي بخطه من جملة ما اشتريته من كتبه وله رسالة سماها رحلة المسافر وغنية عن المسامر اخبرني بها جماعة منهم السيد محمد بن محمد الحسيني العاملي العيناثي صاحب الاثني عشرية عنه ومن شعره قوله من قصيدة يرثي بها الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي:
شيخ الأنام بهاء الدين لا برحت * سحائب العفو ينشيها له الباري مولى به اتضحت سبل الهدى وغدا * لفقده الدين في ثوب من القار والمجد أقسم لا تبدو نواجذه * حزنا وشق عليه فضل اطمار والعلم قد درست آياته وعفت * منه رسوم أحاديث واخبار وكم بكته محاريب المساجد إذ * كانت تضئ دجى منه بأنوار وقوله من قصيدة يمدح بها الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن ابن الشهيد الثاني:
إذا انقض منكم كوكب لاح كوكب * به ظلمات الجهل يجلى ظلامها فما نال مجدا نلتموه سواكم * ولا انفك منكم للبرايا أمامها مطايا العلى ما انقدن يوما لغيركم * وموضعكم دون البرايا سنامها حللتم بفرق الفرقدين وشدتم * رسوم على قد طال منها انهدامها محط رحال الطالبين جنابكم * وما ضربت الا لديكم خيامها وقوله من قصيدة يمدح بها السيد حسين ابن السيد محمد صاحب المدارك ابن أبي الحسن الموسوي العاملي:
لله أية شمس للعلى طلعت * من أفق سعد بها للحائرين هدى وأي بدر كمال في الورى بزغت * انواره فانجلت سحب العمى ابدا قد أصبحت كعبة العافين حضرته * تطوف من حولها آمال من وفدا لا زلت انسان عين الدهر ما رشفت * شمس الضحى من ثغور الزهرريق ندا ووجدنا في بعض المجاميع العاملية المخطوطة شعرا للمترجم وهذا صورة ما وجدناه: مما قاله إبراهيم بن فخر الدين البازوري يمدح الشيخ زين الدين ويتشوق إليه وإلى اجتماعهما في طوس على مشرفها أفضل السلام والتحية والاكرام، وفي مجموعة أخرى ما صورته: للشيخ إبراهيم البازوري العاملي يمدح الشيخ زين الدين ابن الشيخ حسن زين الدين والمراد به صاحب المعالم:
اقضوا علي أهيل الود أو زوروا * إلى متى وعدكم لي بالوفا زور جرتم علي بلا ذنب فديتكم * كأنما عندكم من جار مأجور إن كان يرضيكم جور بلا سبب * علي أحبابنا طول المدى جوروا فالطرف لم ير شيئا غيركم حسنا * إذ فيكم الحسن لا في الغير محصور إن كان يوجد حسن عند غيركم * فإنه عن عيون الصب مستور لان حبكم غطى على بصري * حتى كأني عليه الدهر مجبور أطلتم عمر هجراني وحقكم * ودي عليكم مدى الأيام مقصور أيقظتم عين حسادي وقد غفلت * والصب منكم بطول الوصل مسرور جبرتم قلب أعدائي بصدكم * عني فقلبي مدى الأيام مكسور ما ضر لو تنصفوني باللقا كرما * فما على الصد لي والله مقدور أبحتم في الهوى بالهجر سفك دمي * رقوا فرقي لكم ما عشت مشهور وقد أضعتم عهودا بالحمى سلفت * بحفظها منكم المشتاق مغرور وعهدكم صنته مما يدنسه * من الإضاعة فهو الدهر مذكور فليقرن الحسن بالحسنى لمغرمكم * فقد مضى العمر والمشتاق مهجور هيهات ما نظرت حسناكم ابدا * عيناي والصد والهجران منظور لا در در ليالي الهجر كم تركت * من كان بالوصل حيا وهو مقبور وكم نياط فؤاد بالهوى قطعت * من المحبين لما شطت الدور ما كان في الظن ان الوصل يقطعه * شبا سيوف النوى والصب مقهور من لي بتلك اللييلات التي سلفت * والوصل ولى وجيش الهجر منصور والكيس من أم موسى للفؤاد حكى * والقلب بالهم مأهول ومعمور سقيا ورعيا لأيام مضين لنا * والدهر فيها بما نرضاه مأمور والبين عنا بها قد غض ناظره * وللحوادث عنا أعين عور لولاك يا دهر شمس الوصل ما أفلت * ولا نهاري اضحى وهو ديجور لولاك ما وخدت هوج المطي بمن * اهوى فقلبي لديه الدهر مأسور لولاك ما شط من يهوى الفؤاد ومن * بسحر أجفانه المشتاق مسحور سقى الحيا أزمنا في طوس قد سلفت * والصب فيها بسحب الوصل ممطور لم آنسها وأحبائي وحقهم * ما دمت حيا وحتى ينفخ الصور وقال يمدحه أيضا:
قد أضرمت في الحشا من هجركم نار * يا جيرة في الهوى بعد الوفا جاروا أحرقتم مهجة المضني بنار جوى * مع أنها لكم يا منيتي دار هلا عطفتم ولو يوما بوصلكم * على الكئيب فما في وصله عار فالوصل يرضيه حتى في الكرى وإذا * لم تسمحوا فعليه اقضوا ولا ثار فان مننتم بوصل فائذنوا بكري * فلست أملكه مذ شطت الدار من لي بأيامنا اللاتي مضين فقد * ولت ولم يقض للمشتاق أوطار لهفي عليها فأسباب الحياة بها * كانت بوجدان أحبابي وقد ساروا