مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٨٩
[61] أتحسب العين أنها طرحت * على فؤادي ثقلا من الشغف (1) ما أبله العين في توهمها * بأنها عريت من التلف (2) [62] أتت رقعة القاضي الجليل فكشفت * وساوس محزون الفؤاد ملهف (3) فأهدت نظاما من قريض كأنه * نظام لآل أو كوشي مفوف تكامل فيه الظرف والشكل مثل ما * تكامل في مهديه كل التظرف حوى منتهى الحسنى بأول خاطر * يكلفه في الشعر ترك التكلف [63] يدبره ملك ماهر بهضم * القوي وجبر الضعيف [64] ذات غنى في الغناء من نغم * تنفق في الصوت منه إسرافا كأنها فارس على فرس * ينظر في الجري منه أعطافا حرف القاف [65] لي صديق في وده لي صدوق * وبرعي الحقوق مني حقيق يا تجني، كتمت ثم بدا لي * أنت ذاك الصديق لي والرفيق كلما سرت من فراقك ميلا * مال من مهجتي إليك فريق (4) فحياتي مصروفة في طريق * للمنايا علي فيها طروق [66] يا من شكا عبثا إلينا شوقه * فعل المشوق وليس بالمشتاق لو كنت مشتاقا إلي تريدني * ما طبت نفسا ساعة بفراق وحفظتني حفظ الخليل خليله * ووفيت لي بالعهد والميثاق [67] أمثلي يا أخي وقسيم نفسي * يفارق عهده عند الفراق (5) ويسلو سلوة من بعد بعد * وينسبه الشقيق إلى الشقاق وأقسم بالعناق وتلك أشفى * وأوفى من يميني بالعتاق (6) لقد ألصقت بي ظنا ظنينا * تجافى جانباه عن اللصاق (7) [68] لولا تسلي بارتكاضي (8) * في البعد والقرب والتلاقي ودفعي الهم بالأماني * فارقت روحي مع الفراق [69] أحن إلى بغداد شوقا وإنما * أحن إلى إلف بها لي شائق مقيم بأرض غبت عنها وبدعة * إقامة معشوق ورحلة عاشق [70] يا هلالا يبدو لتهتاج نفسي * وهزارا يشدو فيزداد شوقي (9) زعم الناس أن رقك ملكي * كذب الناس أنت مالك رقي (10) [71] قال لي من أحب والبين قد جد * وفي مهجتي لهيب الحريق (11) ما الذي في الطريق تصنع بعدي؟ * قلت: أبكي عليك طول الطريق [72] رق الزمان لفاقتي * ورثى لطول تحرقي (12) وأنالني ما أرتجي * وأجاد مما أتقي (13) فلأصفحن عما أتاه * من الذنوب السبق (14) حتى جنايته بما * فعل المشيب بمفرقي (15) [73] وصبا ذووه إلى جناب عدوه * وتقطعت أقرانه وعلائقه حرف الكاف [74] لولا شغيل عاقني، بالقرب * حاول، عن مزارك (16) لأتيت نحوك مسرعا * ولصرت من غلمان دارك

(١) في تحقيق مرجليوث:
يحسب العين..
(٢) في تحقيق مرجليوث:
ما أبله العين في توهمها... ضرب من التلف.
(٣) والقاضي المعني: هو أبو علي المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي البصري، عالم أديب ولد بالبصرة سنة ٣٢٧، أو ٣٢٩، ونشأ فيها وولي القضاء في جزيرة ابن عمر وعسكر مكرم، ثم سكن بغداد، وتوفي فيها سنة ٣٨٤ ه‍ وقد ترك آثارا قيمة في الأدب، منها كتاب الفرج بعد الشدة. وكتاب نشوار المحاضرة، وكتاب المستجاد من فعلات الأجواد، وديوان شعر، اقرأ عنه: اليتيمة ٢ / ١١٥، وتاريخ بغداد ٣ / ١٥٥، وإرشاد الأريب ٦ / ٢٥١ - ٢٦٧، والأعلام ٦ / ١٧٦.
(٤) نحسبه: كلما سرت في فراقك..
(٥) في نشوار المحاضرة: وشقيق روحي..
(٦) في معجم الأدباء: فأقسم بالعناق..
وفي نشوار المحاضرة: وتلك أوفى وأشفى.
(٧) في معجم الأدباء:
ألصقت بي طلبا قبيحا.. عن التصاق.
وفي نشوار المحاضرة / الشالجي.. عن التصاقي..
(٨) ارتكاض الرجل في أمره: تقلب فيه وحاوله..
(٩) في اليتيمة والأعجاز والإيجاز.. فيزداد عشقي وفي معجم الأدباء: فيشتد عشقي.
وفي نزهة الجليس:
يا هلالا يبدو فيزداد شوقي * وهزارا يشدو فيزداد عشقي (١٠) في نزهة الجليس.. يكذب الناس أنت.
(١١) في اليتيمة: قد بدد دمعي مواصلا للشهيق وقد اضطربت رواية أنوار الربيع لهما:
أ - والبين قد حدر دمعي مواصلا لشهيق.
ب - والبين قد جد ودمعي مواصل لشهيقي.
(١٢) في فوات الوفيات: لطول تقلقي..
(١٣) في وفيات الأعيان وفوات الوفيات: فأنالني ما أرتجيه وحاد عما..
في جمع الجواهر: فأنالني..
في نزهة الجليس.. وأذل مما أتقي..
(14) في زهر الأداب: فلأغفرن له الكثير..
في جمع الجواهر: فلأغفرن له القديم.
في نزهة الجليس: عما جناه من الذنوب.
(15) في زهر الأداب: إلا جنايته التي فعل..
وفي جمع الجواهر.... جنايته لما.
وفي وفيات الأعيان:
حتى جنايته بما صنع الزمان بمغرقي.
(16) الجار والمجرور (بالقرب) متعلقان ب‍ حاول..
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست