هذا وحرف إذا ماتت مفاصلة * عن راكب وصلت أكفاله بيد يهماء لا يتخطاها الدليل سرى * إلا وناظره بالنجم معقود جاوزتها والردى رحب معالمه * فيها ومسلكها بالخوف مسدود (29) حسب العواذل أن الوجد أوحشه * من نومه فكان النوم تسهيد أبقى الهوى منه جسما كالهواء ضني * تنسم الريح فيه وهو مفقود كان مدمعه تجري أوائله * كما يفيض على أخراه مردود أنست بالذكر منها والسهاد له * أعجب به من مسيء وهو مورود (1) أتبعتها نفسا تدمى مسالكه * كأنه من حمى الأحشاء مقدود ما زلت أعرف أيامي وأنكرها * حتى انبرت وهي لا بيض ولا سود خاضت بي الشك حتى قال قائلها: * لا القرب قرب ولا التبعيد تبعيد (30) (2) دان مسف في كل ناحية * من قطره طنب في الأرض مشدود ظلت مناكبه في الأرض لاصقة * كأنه بتلاع الأرض مصفود (31) بين الوصي وبين المصطفى نسب * تختال فيه المعالي والمحاميد كانا كشمس نهار في البروج كما * أدارها ثم أحكام وتجويد كسيرها انتقلا من طاهر علم * إلى مطهرة آباؤها صيد تفرقا عند عبد الله واقترنا * بعد النبوة، توفيق وتسديد وذر ذو العرش ذرا طاب بينهما * فانبث نور له في الأرض تخليد نور تفرع عند البعث وانشعبت * منه شعوب لها في الدين تمهيد هم فتية كسيوف الهند طال بهم * على المطاول آباء مناجيد قوم لماء المعالي في وجوههم * عند التكرم تصويب وتصعيد يدعون أحمد أن عد الفخار أبا * والعود ينبت في أفنانه العود المنعمون إذا ما لم تكن نعم * والذائدون إذا قل المذاويد أوفوا من المجد والعلياء في قلل * شم قواعدهن الباس والجود ما سود الناس إلا من تمكن في * أحشائه لهم ود وتسويد سبط الأكف إذا شيمت مخايلهم * أسد اللقاء إذا صد الصناديد يزهى المطاف إذا طافوا بكعبته * وتشرئب لهم منها القواعيد في كل يوم لهم باس يعاش به * وللمكارم من أفعالهم عيد محسدون ومن يعقد بحبهم * حبل المودة يضحى كذا وهو محسود لا ينكر الدهر أن ألوى بحقهم * فالدهر مذ كان مذموم ومحمود (32) قال يخاطب صاحب الزنج وقد ادعى أنه علوي:
يقول لك ابن عمك من بعيد * لتبت (3) أو لنوح أو لهود؟
لهجت بنا بلا نسب إلينا * ولو نسب اليهود إلى القرود لحقت بنا على عجل كانا * على وطن وأنت على بريد فهبنا قد رضيناك ابن عم * فمن يرضى بأفعال اليهود؟ الراء (33) وقائلة والسكب منها مبادر * وقد قرحت بالدمع منها المحاجر وقد أبصرت حمان من بعد أنسها * بنا وهي منا مقفرات دواثر كان لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر فقلت لها والقلب مني كأنما * تخلبه بين الجناحين طائر بلى نحن كنا أهلها فأزالنا * صروف الليالي، والجدود العواثر أرقت، وما ليل المضام بنائم * وقد ترقد العينان والقلب ساهر فيا نفس لا تفني أسى واذكري الأسى * فيوشك يوما أن تدور الدوائر (34) 1 - إنما الدار بالحلول فان هم * فارقوها، فحيث حلوا الديار (35) قال يجيب الوضاح الكوفي وقد اعتذر إليه.
ليس جود الربيع راشف وجه الأرض * عن مبسم من الأنوار لا ولا العاشقان ضمهما الشوق * على غاية الضنى في إزار فهما ملصقان كالساعد البيضاء * عضضتها بضيق السوار كأخ عهده وهدي في الود * كعهد الأنواء والأمطار رق معناهما فلم يلبسا الأيام * إلا على اقتراب المزار لج في الاعتذار من شفق الوجد * وأجلته عن الاعتذار (36) ليالي يألفك الغانيات * وكن وكنت صغيرا صغارا وقد كنت تملك الحاظهن * فصرت يعرنك لحظا معارا فأصبحن أعقبن بعد الوداد * بعادا وبعد السكون النفارا فلا غرني غرر الحادثان * وقد كنت أوسعهن اغترارا (37) كم نظرة منها شجيت لها * قامت مقام الفقد للنظر ولى (4) بأوطاري ولست أرى * عيشا يهش له بلا وطر (38) قال يرثي يحيى بن عمر العلوي:
قد كان حين بدا الشباب به * يقق السوالف حالك الشعر وكأنه قمر تمنطق في * أفق السماء بدارة البدر كذا؟
يا بن الذي جعلت فضائله * فلك العلا وقلائد السور من أسرة جعلت مخايلهم * للعالمين مخايل النظر تتهيب الأقدار قدرهم * فكأنهم قدر على قدر والموت لا تشوى رميته * فلك العلا ومواضع الغرر