(11) أن صدر النهار أنضر شطريه * كما نضرة الفتى في فتاته لعمرك للمشيب علي مما * فقدت من الشباب أشد فوتا تمليت الشباب فصار شيبا * وأبليت المشيب فكان موتا الحاء (13) 1 فيا أسفي على النجف المعري * وأودية منورة الأقاح 2 وما بسط الخورنق من رياض * مفجرة بأفنية فساح 3 ووا أسفا على القناص تغدو * خرائطها على مجرى الوشاح (14) وإذ بيتي على رغم الملاحي * هو البيت المقابل للضراح (1) ووالدي المشار به (2) إذا ما * دعا الداعي ب حي على الفلاح (15) مررت بدور بني مصعب * بدور السرور ودور الفرح 2 فشبهت سرعة أيامهم * بسرعة قوس يسمى قزح 3 تلون معترضا في السماء * فلما تمكن منها نزح (16) قال يرثي يحيى بن عمر العلوي:
يا بقايا السلف الصالح * والتجر الربيح نحن للأيام ما بين * قتيل وجريح خاب وجه الأرض كم غيب * من وجه صبيح آه من يومك ما أوداه * للقلب القريح الدال (17) قال يرثي أخاه لأمه إسماعيل:
هذا ابن أمي عديل الروح في جسدي * شق الزمان به قلبي إلى كبدي فاليوم لم يبق شئ أستريح به * إلا تفتت أعضائي من الكمد أو مقلة بخفي الهم باكية * أو بيت مرثية تبقى على الأبد ترى أناجيك فيها بالدموع وقد * نام الخلي ولم أهجع ولم أكد من لي بمثلك يا نور الحياة ويا * يمنى يدي التي شلت من العضد؟
من لي بمثلك أدعوه لحادثة * يشكى إليه ولا يشكو إلى أحد؟
قد ذقت أنواع ثكل كنت أبلغها * على القلوب وأجناها على كبدي قل للردى: لا تغادر بعده أحدا * وللمنية: من أحببت فاعتمدي إن الزمان تقضى بعد فرقته * والعيش آذن بالتفريق والنكد (18) هبني بقيت على الأيام والأبد * ونلت ما شئت من مال ومن ولد من لي برؤية من كنت آلفه * وبالشباب الذي ولى ولم يعد لا فارق الحزن قلبي بعد فرقتهم * حتى يفرق بين الروح والجسد (19) 1 قالوا: تمن ما هيوت واجتهد 2 فقلت قول المتشكي المقتصد:
3 لقاء من غاب وفقد من شهد (20) فلما ورد الشيب * بنوعين من الورد تصديت فصدت خلوة * من ألم الصد كما صدت عن الشمس * سراعا أعين الرمد رفعناه على أعمدة * من قضب الهند على حقف نقا مثل * تداريج قفا جعد (21) وبيت قد بنينا فارد * كالكوكب الفرد رفعناه على أعمدة * من قضب الهند على حقف نقا مثل * تداريج قفا جعد (22) ومن سلم جبريل * عليه ليلة الجد (23) كان هموم الناس في الأرض كلها * كلي وقلبي بينهم قلب واحد ولي شاهدا عدل: سهاد وعبرة * وكم مدع للحق من غير شاهد؟
(24) فان تسأليني ما الخضاب فإنني * لبست على فقد الشباب حدادا (25) إذا كنت، لم أفقد الغائبين * وإن غبت كنت فريدا وحيدا تباعد نفسي إذا ما بعدت * فليست تعاود حتى تعودا وأشبهك البدر حسنا فما * تناقص حسنك حتى يزيدا محا حسن وجهك عني الملام * وأسكت طرفك عني الحسودا (26) قال يطعن في نسب الشاعر علي بن الجهم مخاطبا إياه:
لو اكتنفت النضر أو معدا * أو اتخذت البيت كهفا ومهدا وزمزما شريعا ووردا * والأخشبين (3) محضرا ومبدأ ما ازددت إلا من قريش بعدا * أو كنت إلا مصقليا (4) وغدا (27) أجالس معشرا لا شكل فيهم * وأشكالي قد اعتنقوا اللحودا (28) أعاده من عقابيل الصبا عيد * وعاد للوم فيه اليوم تفنيد؟