خنقت بمكظوم الشجى أوتاره * فتبدلت نبضاته بزوافر ضحكاته كيف استحلن صواعقا * تجتث أفنان الرجاء الناضر ومنها:
صاح الأسى فتبددت ألحاظها * كالخمر أنت تحت ضغط العاصر شفق عبوس قد تنفس من دم * في القلب يمشي في ظلام داجر يا قوة ريح الفناء شممتها * منها تفوح من الحراك الفاتر وقال:
سودعت آخرة الحمول بمسمعي * ثم انثنيت أودع التوديعا قال:
لا تنكري وجدي ولا لهفي * فهواك أسلمني إلى حتفي ما زال يدعوني لبيعته * حتى مددت له بها كفي ناهيك من دمعي ومن حرقي * إن الفؤاد على شفا جرف أما تريني خاشعا أبدا * لك فالهوى قد غض من طرف أنا والهوى إلفان ما افترقا * والألف قد ينأى عن الألف لكنني بالرفق أصحبه * ويسومني التعذيب بالعنف لا تطلبي مني سوى خلقي * إن الذي أبدي الذي أخفي أهوى الملاح وكل مخطفة * ترنو إلي بمقلتي خشف تبدو فتختطف العيون سنا * وتغيب تحت الشعر في سجف تجلو محاسنها فتحسبها * قمرا على غصن على حقف ويلي على أصداغها فلقد * رويت من التقبيل والرشف بيضاء ما ناطت قلائدها * في جيدها حذرا من القرف وتروقني الحسناء تملكني * بدلالها وبعطفة العطف تفتر في قرب وفي بعد * وتعن في ملل وفي عطف لا تنجز الوعد الذي وعدت * إلا إذا وعدتك بالخلف ترتاح بالهجران لاهية * وتفر من جور إلى عسف قد كنت أستشفي بذكركم * لو أن غير وصالكم يشفي وقال:
هذا الغليل وذا مناط شفافي * ينحاز عنه القلب كالمتجافي أنذرت قلبي أن حبا غازيا * لك من ثنايا طرفي العراف إني ولي قلب يرى ما حجبت * سجف العواقب من وراء سجاف وقال:
تخالين بالأعراض عني وبالنوى * دواما لأسباب الهوى وهو لي هلك أرى الناس كل الناس لي من هواهم * يقين وأما من هواك فلي شك بكيتك إشفاقا من البين مرة * وأخرى له حين استقرت بك الفلك ويوما لعيش عز عني مناله * وآخر من نار على كبدي تذكو أقول وقالوا آخر القرب أول السلو * مقالا فيك زوره الإفك أأجمع سلواني بها وتولهي * عليها ألا أن السلو هو الشرك وقال:
قامت عليه منادب العذال * يسقونه السلوى وليس بسال عفرت جباههم لأن يتخالسوا * منه علالة حبه المتغالي تستجلب الأنواء وهي بكية * أن يدع يا للغيث للأطلال ما دعوة العذال وهي نصيحة * معنى بأهون من شماتة قال لو كان يبصر موطنا في شاهق * للحب واطن فيه أم رئال عزت على أشياعه أمنية * حلت بحيث معاقد الأوجال من دون أن يرمي لها حل الحبى * ومهب عادية ولفح نصال يا ليل جيرون أضاءك شارق * حتى مناخك كله متلالي قصرت من نومي فعندك بالهنا * وبحاجر بالشجو والأعوال يا للأفيكة إنها معدية * زعمت هواها لا يمر ببالي ما كان عرقوب يضن بوعده * وضننت أن تعدي ولو بمحال أولى لقلبك لو يصاب بلفحة * لعلمت كيف تعارض الأحوال وعذولة تستن في مرح الصبا * مشبوبة بنضارة وجمال أمست تغالطني وتهتف ماله * لا تزدهيه قوارع الأقوال فأجبت هاتا أربة ممذوقة * لا تقتضي إلا بطيف خيال (1) يا هذه إن المرافق منهل * خص المتيم منه بالأوشال والحب فوضى حكمه لكنه * قد يتبع الحرمان بالأفضال لانت أعاليه فهن مخاصر * وعصت أسافله فهن الآلي تقوى على حر المصاب حشاشة * قويت على الاعراض والاقبال وقال:
ردي علي من الوصال خيالا * إن لم تنل منك العيون منالا ودعي الحشا يلعب بها مكذوبه * إن كان كذب الوعد منك نوالا أما وقد حجبوا جمالك فاجعلي * في النوم من صور الخيال جمالا أشكو إلى طيف الكرى طول الجفا * شكوى الخضوع وما شكوت ملالا دلي فؤادي كيف يرسم خاطري * صورا تمر على الضمير عجالى لما تفلت من جفوني حاولت * إمساكه كفي ففر وزالا قال:
لعمر أبيها بين باك وباسم * لقد بعثت مني صبابة عارم ترقت إلى صعب المقادة مقرم * أبى على مستحصدات الشكائم أهيفاء ما يدريك ما علة الجوى * إذا اضطرمت بين الحشا والحيازم أعرضت بالسقيا لمن ليس ظامئا * وأعرضت عن ظام على الورد حائم كعراصة مرت على المحل معرضا * وحلت عزاليها بغمر الخضارم (2) رميت ولما تعلمي من أصبته * وأقتل رام صائب غير عالم ويوم تجاذبنا الهوى لنت جانبا * فاعرض واستخذى إلى ضبع حازم وخف فؤادي يسال النصف ضلة * فصار إلى جزل من اللهف جاحم (3) ونظرة لاه أرسلتها غرارة * فما نزعت إلا بعض الأباهم وموقف لهو لو نحاه ابن عاصم * شرى حلمه بالجهل قيس بن عاصم كلا طريفه بين ناه وآمر * بوصل الهوى أو بين بو ورائم يصد الفتى قصد التقى فيرده * إلى الحب ومض من بروق المباسم علي أياد للقناع كريمة * يبرح بي تقليدها آل هاشم تزحزح عن رسل الغدائر وارد * أثيث الأعالي واضح الفرق فاحم أهيفاء لم تلو البنان لحاجة * ولكن لنشدان الدموع السواجم