أشعل ضرامها وإن كانت القلوب عنه نافرة والمطلوبون بدم الخليفة ولاية من بنى أمية فإن دمه غير ضائع وإن سكنت بهم الفتنة والتأمت الأمور فأمر أراده الله لا مرد له قد كتبت بحالك فيما أبرموا وما ترى فانى مطرق إلى أن أرى غيرا فأسطو بانتقام وأنتقم لدين الله المتبول وفرائضه المتروكة مجانة ومعي قوم أسكن الله طاعتي قلوبهم أهل إقدام إلى ما قدمت بهم عليه ولهم نظر إذ صدورهم مترعة ممتلئة لو يجدون منزعا وللنقمة دولة تأتى من الله ووقت موكل ولم أشبه محمدا ولا مروان غير أن رأيت غيرا إن لم أشمر للقدرية إزاري وأضربهم بسيفي جارحا وطاعنا يرمى قضاء الله في ذلك حيث أخذ أو يرمى في عقوبة الله حيث بلغ منهم فيها رضاه وما إطراقي إلا لما أنتظر مما يأتيني عنك فلا تهن عن ثأرك بأخيك فان الله جارك وكافيك وكفى بالله طالبا ونصيرا * حدثني أحمد عن علي عن عمرو بن مروان الكلبي عن مسلم بن ذكوان قال كلم يزيد بن الوليد العباس ابن الوليد في طفيل بن حارثة الكلبي وقال إنه حمل حمالة فان رأيت أن تكتب إلى مروان بن محمد في الوصاة به وأن يأذن له أن يسأل عشيرته فيها وكان مروان يمنع الناس أن يسألوا شيئا من ذلك عند العطاء فأجابه وحمله على البريد وكان كتاب العباس ينفذ في الآفاق بكل ما يكتب به فكتب يزيد إلى مروان أنه اشترى من أبى عبيدة بن الوليد ضيعة بثمانية عشر ألف دينار وقد احتاج إلى أربعة آلاف دينار قال مسلم بن ذكوان فدعاني يزيد وقال انطلق مع طفيل بهذه الكتب وكلمه في هذا الامر قال فخرجنا ولم يعلم العباس بخروجي فلما قدمنا خلاط لقينا عمرو ابن حارثة الكلبي فسألنا عن حالنا فأخبرناه فقال كذبتم إن لكما ولمروان لقصة قلنا وما ذاك قال أخلاني حين أردت الخروج وقال لي جماعة أهل المزة يكونون ألفا قلت وأكثر قال وكم بينها وبين دمشق قلت يسمعهم المنادى قال كم ترى عدة بنى عامر يعنى بنى عامر من كلب قلت عشرون ألف رجل فحرك أصبعه ولوى وجهه قال مسلم فلما سمعت ذلك طمعت في مروان وكتبت إليه على لسان يزيد أما بعد فإنني وجهت إليك ابن ذكوان مولاي بما سيذكره لك وينهيه إليك
(٥٨١)