للناس كلهم وأمر بخالد فحمل على كرسيه فدخل به والوليد جالس على سريره والموائد موضوعة والناس بين يديه سماطان وشبة بن عقال أو عقال بن شبة يخطب ورأس يحيى بن زيد منصوب فميل بخالد إلى أحد السماطين فلما فرغ الخطيب قام الوليد وصرف الناس وحمل خالد إلى أهله فلما نزع ثيابه جاءه رسول الوليد فرده فلما صار إلى باب السرادق وقف فخرج إليه رسول الوليد فقال يقول لك أمير المؤمنين أين يزيد بن خالد فقال كان أصابه من هشام ظفر ثم طلبه فهرب منه وكنا نراه عند أمير المؤمنين حتى استخلفه الله فلما لم يظهر ظنناه ببلاد قومه من الشراة وما أوشكه فرجع إليه الرسول فقال لا ولكنك خلفته طلبا للفتنة فقال خالد للرسول قد علم أمير المؤمنين أنا أهل بيت طاعة أنا وأبى وجدى قال خالد وقد كنت أعلم بسرعة رجعة الرسول أن الوليد قريب حيث يسمع كلامي فرجع الرسول فقال يقول لك أمير المؤمنين لتأتين به أو لأرهقن نفسك فرفع خالد صوته وقال قل له هذا أردت وعليه درت والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما لك عنه فاصنع ما بدالك فأمر الوليد غيلان صاحب حرسه بالبسط عليه وقال له أسمعني صوته فذهب به غيلان إلى رحله فعذبه بالسلاسل فلم يتكلم فرجع غيلان إلى الوليد فقال والله ما أعذب إنسانا والله ما يتكلم ولا يتأوه فقال اكفف عنه واحبسه عندك فحبسه حتى قدم يوسف بن عمر بمال من العراق ثم أداروا الامر بينهم وجلس الوليد للناس ويوسف عنده فكلم أبان بن عبد الرحمن النميري في خالد فقال يوسف أنا أشتريه بخمسين ألف ألف فأرسل الوليد إلى خالد إن يوسف يشتريك بخمسين ألف ألف فان كنت تضمنها وإلا دفعتك إليه فقال خالد ما عهدت العرب تباع والله لو سألتني أن أضمن هذا ورفع عودا من الأرض ما ضمنته فر رأيك فدفعه إلى يوسف فنزع ثيابه ودرعه عباءة ولحفه بأخرى وحمله في محمل بغير وطاء وزميله أبو قحافة المري ابن أخي الوليد بن تليد وكان عامل هشام على الموصل فانطلق به حتى نزل المحدثة على مرحلة من عسكر الوليد ثم دعا به فذكر أمه فقال وما ذكر الأمهات لعنك الله والله لا أكلمك كلمة أبدا فبسط
(٥٦٢)