إلى عبد العزيز بن الحجاج بأن يعطيه خمسين ألف دينار ويجعل له ولاية حمص ما بقى ويؤمنه على كل حدث على أن ينصرف ويكف فأبى ولم يجبه فقال له الوليد ارجع إليه فعاوده أيضا فأتاه الوليد فلم يجبه إلى شئ فانصرف الوليد حتى إذا كان غير بعيد عطف دابته فدنا من عبد العزيز فقال له أتجعل لي خمسة آلاف دينار وللأبرش مثلها وأن أكون كأخص رجل من قومي منزلة وآتيك فأدخل معك فيما دخلت فيه فقال له عبد العزيز على أن تحمل الساعة على أصحاب الوليد ففعل وكان على ميمنة الوليد معاوية بن أبي سفيان بن يزيد بن خالد فقال لعبد العزيز أتجعل لي عشرين ألف دينار وولاية الأردن والشركة في الامر على أن أصير معكم قال على أن تحمل على أصحاب الوليد من ساعتك ففعل فانهزم أصحاب الوليد وقال الوليد فدخل البخراء واقبل عبد العزيز فوقف على الباب وعليه سلسلة فجعل الرجل بعد الرجل يدخل من تحت السلسلة واتى عبد العزيز عبد السلام بن بكير بن شماخ اللخمي فقال له إنه يقول أخرج على حكمك قال فليخرج فلما ولى قيل له ما تصنع بخروجه دعه يكفيكه الناس فدعا عبد السلام فقال لا حاجة لي فيما عرض على فنظرت إلى شاب طويل على فرس فدنا من حائط القصر فعلاه ثم صار إلى داخل القصر قال فدخلت القصر فإذا الوليد قائم في قميص قصب وسراويل وشى ومعه سيف في غمد والناس يشتمونه فأقبل إليه بشر بن شيبان مولى كنانة بن عمير وهو الذي دخل من الحائط فمضى الوليد يريد الباب أظنه أراد أن يأتي عبد العزيز وعبد السلام عن يمينه ورسول عمرو بن قيس عن يساره فضربه على رأسه وتعاوره الناس بأسيافهم فقتل فطرح عبد السلام نفسه عليه يحتز رأسه وكان يزيد بن الوليد قد جعل في رأس الوليد مائة ألف وأقبل أبو الأسد مولى خالد بن عبد الله القسري فسلخ من جلد الوليد قدر الكف فأتى بها يزيد بن خالد بن عبد الله وكان محبوسا في عسكر الوليد فانتهب الناس عسكر الوليد وخزائنه وأتاني يزيد العليمي أبو البطريق بن يزيد وكانت ابنته عند الحكم ابن الوليد فقال امنع لي متاع ابنتي فما وصل أحد إلى شئ زعم أنه له قال أحمد قال
(٥٥٤)