مرة واحدة وبعث حرسيا يشهد ذلك وحلف لئن أتى على خالد أجله وهو في يده ليقتلنه فدعا به يوسف فجلس على دكان بالحيرة وحضر الناس وبسط عليه فلم يكلمه واحدة حتى شتمه يوسف فقال يا ابن الكاهن يعنى شق بن صعب الكاهن فقال له خالد إنك لأحمق تعيرني بشرفي ولكنك يا ابن السباء إنما كان أبوك سباء خمر يعنى يبيع الخمر ثم رده إلى حبسه ثم كتب إليه هشام يأمره بتخلية سبيله في شوال سنة 121 فنزل خالد في قصر إسماعيل بن عبد الله بدوران خلف جسر الكوفة وخرج يزيد بن خالد وحده فأخذ على بلاد طئ حتى ورد دمشق وخرج خالد ومعه إسماعيل والوليد قد جهزهم عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص وبعث بالأثقال إلى قصر بنى مقاتل وكان يوسف قد بعث خيلا فأخذت الزاد والأثقال والإبل وموالى لخالد كانوا فيها فضرب وباع ما أخذ لهم ورد بعض الموالى إلى الرق فقدم خالد قصر بنى مقاتل وقد أخذ كل شئ لهم فسار إلى هيت ثم تحملوا إلى القرية وهى بإزاء باب الرصافة فأقام بها بقية شوال وذي القعدة وذي الحجة والمحرم وصفر لا يأذن لهم هشام في القدوم عليه والأبرش يكاتب خالدا وخرج زيد بن علي فقتل قال الهيثم بن عدي فيما ذكر عنه وكتب يوسف إلى هشام إن أهل هذا البيت من بني هاشم قد كانوا هلكوا جوعا حتى كانت همة أحدهم قوت عياله فلما ولى خالد العراق أعطاهم الأموال فقووا بها حتى تاقت أنفسهم إلى طلب الخلافة وما خرج زيد إلا عن رأى خالد والدليل على ذلك نزول خالد بالقرية على مدرجة العراق يستنشئ أخبارها فسكت هشام حتى فرغ من قراءة الكتاب ثم قال للحكم بن حزن القيني وكان على الوفد وقد أمره يوسف بتصديق ما كتب به ففعل فقال له هشام كذبت وكذب من أرسلك ومهما اتهمنا خالدا فلسنا نتهمه في طاعة وأمر به فوجئت عنقه وبلغ الخبر خالدا فسار حتى نزل دمشق فأقام حتى حضرت الصائفة فخرج فيها ومعه يزيد وهشام ابنا خالد بن عبد الله وعلى دمشق يومئذ كلثوم بن عياض القسري وكان متحاملا على خالد فلما أدربوا ظهر في دور دمشق حريق كل ليلة يلقيه رجل من أهل العراق يقال له أبو العمرس
(٥٥٨)