أن أفسد بساطك فقال الذي تريدنا عليه أفسد فكلمه يزيد فبايعه معاوية ويقال هشام بن مصاد ورجع يزيد إلى دمشق فأخذ طريق القناة وهو على حمار أسود فنزل دار ثابت بن سليمان بن سعد الخشني وخرج الوليد بن روح وحلف لا يدخل دمشق الا في السلاح فلبس سلاحه وكفر عليه الثياب وأخذ طريق النيرب وهو على فرس أبلق حتى وافى يزيد وعلى دمشق عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف فخاف الوباء فخرج فنزل قطنا واستخلف ابنه على دمشق وعلى شرطته أبو العاج كثير بن عبد الله السلمي فأجمع يزيد على الظهور فقيل للعامل إن يزيد خارج فلم يصدق وأرسل يزيد إلى أصحابه بين المغرب والعشاء ليلة الجمعة سنة 126 فكمنوا عند باب الفراديس حتى أذنوا العتمة فدخلوا المسجد فصلوا وللمسجد حرس قد وكلوا بإخراج الناس من المسجد بالليل فلما صلى الناس صاح بهم الحرس وتباطأ أصحاب يزيد فجعلوا يخرجون من باب المقصورة ويدخلون من باب آخر حتى لم يبق في المسجد غير الحرس وأصحاب يزيد فأخذوا الحرس ومضى يزيد بن عنبسة إلى يزيد بن الوليد فأعلمه وأخذ بيده وقال قم يا أمير المؤمنين وأبشر بنصر الله وهونه فقام وقال اللهم إن كان هذا لك رضى فأعنى عليه وسددني له وإن كان غير ذلك فاصرفه عنى بموت وأقبل في اثنى عشر رجلا فلما كان عند سوق الحمر لقوا أربعين رجلا من أصحابهم فلما كانوا عند سوق القمح لقيهم زهاء مائتي رجل من أصحابهم فمضوا إلى المسجد فدخلوه فأخذوا باب المقصورة فضربوه وقالوا رسل الوليد ففتح لهم الباب خادم فأخذوه ودخلوا وأخذوا أبا العاج وهو سكران وأخذوا خزان بيت المال وصاحب البريد وأرسل إلى كل من كان يحذره فأخذ وأرسل يزيد من ليلته إلى محمد بن عبيدة مولى سعيد ابن العاص وهو على بعلبك فأخذه وأرسل من ليلته إلى عبد الملك بن محمد بن الحجاج ابن يوسف فأخذه ووجه إلى الثنية إلى أصحابه ليأتوه وقال للبوابين لا تفتحوا الباب غدوة إلا لمن أخبركم شعارنا فتركوا الأبواب بالسلاسل وكان في المسجد سلاح كثير قدم به سليمان بن هشام من الجزيرة ولم تكن الخزان قبضوه فأصابوا سلاحا
(٥٤٦)