على قال عمرو بن مروان الكلبي لما قتل الوليد قطعت كفه اليسرى فبعث بها إلى يزيد بن الوليد فسبقت الرأس قدم بها ليلة الجمعة وأتى برأسه من الغد فنصبه للناس بعد الصلاة وكان أهل دمشق قد أرجفوا بعبد العزيز فلما أتاهم رأس الوليد سكتوا وكفوا قال وأمر يزيد بنصب الرأس فقال له يزيد بن فروة مولى بنى مروان إنما تنصب رؤس الخوارج وهذا ابن عمك وخليفة ولا آمن إن نصبته أن ترق له قلوب الناس ويغضب له أهل بيته فقال والله لأنصبنه فنصبه على رمح ثم قال له انطلق به فطف به في مدينة دمشق وأدخله دار أبيه ففعل فصاح الناس وأهل الدار ثم رده إلى يزيد فقال انطلق به إلى منزلك فمكث عنده قريبا من شهر ثم قال له ادفعه إلى أخيه سليمان وكان سليمان أخو الوليد ممن سعى على أخيه فغسل ابن فورة الرأس ووضعه في سفط وأتى به سليمان فنظر إليه سليمان فقال بعدا له أشهد أنه كان شروبا للخمر ما جنا فاسقا ولقد أرادني على نفسي الفاسق فخرج ابن فورة من الدار فتلقته مولاة للوليد فقال له ويحك ما أشد ما شتمه زعم أنه أراده على نفسه فقالت كذب والله الخبيث ما فعل ولئن كان أراده على نفسه لقد فعل وما كان ليقدر على الامتناع منه * وحدثني أحمد عن علي عن عمرو بن مروان الكلبي قال حدثني يزيد بن مصاد عن عبد الرحمن بن مصاد قال بعثني يزيد بن الوليد إلى أبى محمد السفياني وكان الوليد وجهه حين بلغه خبر يزيد واليا على دمشق وأتى ذنبة وبلغ يزيد خبره فوجهتي إليه فأتيته فسالم وبايع ليزيد قال فلم نرم حتى رفع لنا شخص مقبل من ناحية البرية فبعث إليه فأتيت به فإذا هو الغزيل أبو كامل المغنى على بغلة للوليد تدعى مريم فأخبرنا أن الوليد قد قتل فانصرفت إلى يزيد فوجدت الخبر قد أتاه قبل أن آتيه * حدثني أحمد عن علي عن عمرو بن مروان الكلبي قال حدثني دكين بن شماخ الكلبي ثم العامري قال رأيت بشر بن هلباء العامري يوم قتل الوليد ضرب باب البخراء بالسيف وهو يقول: سنبكى خالدا بمهندات * ولا تذهب صنائعه ضلالا * وحدثني أحمد عن علي عن أبي عاصم الزيادي قال ادعى قتل الوليد عشرة وقال إني رأيت جلدة رأس الوليد في يدوجه الفلس فقال أنا قتلته وأخذت هذه
(٥٥٥)