(من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا) أي أعرض عنه فلم يؤمن به ولا عمل بما فيه، وقيل أعرض عن الله سبحانه، فإن المعرض عنه يحمل يوم القيامة وزرا: أي إثما عظيما وعقوبة ثقيلة بسبب إعراضه (خالدين فيه) أي في الوزر، والمعنى: أنهم يقيمون في جزائه، وانتصاب خالدين على الحال (وساء لهم يوم القيامة حملا) أي بئس الحمل يوم القيامة، والمخصوص بالذم محذوف: أي ساء لهم حملا وزرهم، واللام للبيان كما في هيت لك.
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله (يا هارون ما منعك) إلى قوله (أفعصيت أمري) قال: أمره موسى أن يصلح ولا يتبع سبيل المفسدين. فكان من إصلاحه أن ينكر العجل. وأخرج عنه أيضا في قوله (ولم ترقب قولي) قال: لم تنتظر قولي ما أنا صانع، وقال ابن عباس: لم ترقب لم تحفظ قولي. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (وإن لك في الحياة أن تقول لا مساس) قال: عقوبة له (وإن لك موعدا لن تخلفه) قال: لن تغيب عنه. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا) قال: أقمت (لنحرقنه) قال بالنار (ثم لننسفنه في اليم) قال: لنذرينه في البحر. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه كان يقرأ (لنحرقنه) خفيفة ويقول: إن الذهب والفضة لا تحرق بالنار، بل تسحل بالمبرد ثم تلقى على النار فتصير رمادا. وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال (اليم) البحر. وأخرج أيضا عن علي قال (اليم) النهر. وأخرج أيضا عن قتادة في قوله (وسع كل شئ علما) قال: ملأ. وأخرج أيضا عن ابن زيد في قوله (من لدنا ذكرا) قال: القرآن. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد (وزرا) قال:
إثما. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (وساء لهم يوم القيامة حملا) يقول: بئس ما حملوا.
سورة طه الآية (102 - 112) الظرف وهو (يوم ينفخ) متعلق بمقدر هو أذكر، وقيل هو بدل من يوم القيامة، والأول أولى. قرأ الجمهور " ينفخ " بضم الياء التحتية مبنيا للمفعول، وقرأ أبو عمرو وابن أبي إسحاق بالنون مبنيا للفاعل، واستدل أبو عمرو على قراءته هذه بقوله " ونحشر " فإنه بالنون. وقرأ ابن هرمز " ينفخ " بالتحتية مبنيا للفاعل على أن الفاعل