خلف، وذلك أنه دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة، فأنزل الله هذه الآية. يعنى من ختمنا على قلبه يعني التوحيد (واتبع هواه) يعني الشرك (وكان أمره فرطا) يعنى فرطا في أمر الله وجهالة بالله. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن بريدة قال: دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم حار، وعنده سلمان عليه جبة صوف، فصار منه ريح العرق في الصوف، فقال عيينة: يا محمد إذا نحن أتيناك فأخرج هذا وضرباءه من عندك لا يؤذينا، فإذا خرجنا فأنت وهم أعلم، فأنزل الله (ولا تطع من أغفلنا قلبه) الآية. وقد ثبت في صحيح مسلم في سبب نزول الآية المتضمنة لمعنى هذه الآية، وهى قوله تعالى - ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي - عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال:
وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسمهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) الآية. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله (وكان أمره فرطا) قال: ضياعا. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة (وقل الحق) قال: هو القرآن. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) يقول: من شاء الله له الإيمان آمن، ومن شاء له الكفر كفر، وهو قوله - وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين -. وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: في الآية هذا تهديد ووعيد. وأخرج ابن جرير عنه أيضا في قوله (أحاط بهم سرادقها) قال: حائط من نار. وأخرج أحمد والترمذي وابن أبي الدنيا وابن جرير وأبو يعلي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " لسرادق النار أربعة جدر، كثافة كل جدار منها مسيرة أربعين سنة ". وأخرج أحمد والبخاري وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن يعلي بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن البحر هو من جهنم، ثم تلا (نارا أحاط بهم سرادقها) ". وأخرج أحمد والترمذي وأبو يعلي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (بماء كالمهل) قال " كعكر الزيت، فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه فيه ". وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (كالمهل) قال:
أسود كعكر الزيت. وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية قال: سئل ابن عباس عن المهل فقال: ماء غليظ كدردي الزيت. وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير. وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود أنه سئل عن المهل، فدعا بذهب وفضة فأذابه. فلما ذاب قال: هذا أشبه شئ بالمهل الذي هو شراب أهل النار ولونه لون السماء، غير أن شراب أهل النار أشد حرا من هذا. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال: هل تدرون ما المهل؟ المهل سهل الزيت، يعنى آخره. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله (وساءت مرتفقا) قال: مجتمعا. وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ". وأخرج البيهقي عن أبي الخير مرثد بن عبد الله قال: في الجنة شجرة تنبت السندس منه يكون ثياب أهل الجنة. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة قال: الإستبرق الديباج الغليظ. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن مجاهد مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن الهيثم ابن مالك الطائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الرجل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول منه ولا