سعيد بن جبير نحوه، وزاد قال فكونوا الموت إن استطعتم فإن الموت سيموت، وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (فسينغضون إليك رؤوسهم) قال: سيحركونها استهزاء. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله (ويقولون متى هو) قال: الإعادة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (فتستجيبون بحمده) قال: بأمره. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: يخرجون من قبورهم وهم يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة (فتستجيبون بحمده) قال: بمعرفته وطاعته (وتظنون إن لبثتم إلا قليلا) أي في الدنيا تحاقرت الدنيا في أنفسهم، وقلت حين عاينوا يوم القيامة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين في قوله (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) قال: لا إله إلا الله. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال:
يعفو عن السيئة. وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: يقول له يرحمك الله يغفر الله لك. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: نزغ الشيطان تحريشه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (وآتينا داود زبورا) قال: كنا نحدث أنه دعاء علمه داود وتحميد وتمجيد لله عز وجل ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال: الزبور ثناء على الله ودعاء وتسبيح. قلت: الأمر كما قاله قتادة والربيع فإنا وقفنا على الزبور فوجدناه خطبا يخطبها داود عليه السلام ويخاطب بها ربه سبحانه عند دخوله الكنيسة وجملته مائة وخمسون خطبة كل خطبة تسمى مزمورا بفتح الميم الأولى وسكون الزاي وضم الميم الثانية وآخره راء، ففي بعض هذه الخطب يشكو داود على ربه من أعدائه ويستنصره عليهم، وفى بعضها يحمد الله ويمجده ويثنى عليه بسبب ما وقع من النصر عليهم والغلبة لهم، وكان عند الخطبة يضرب بالقيثارة، وهى آلة من آلات الملاهي. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور هاهنا روايات عن جماعة من السلف يذكرون ألفاظا وقفوا عليها في الزبور ليس لها كثير فائدة، فقد أغنى عنها وعن غيرها ما اشتمل عليه القرآن من المواعظ والزواجر.
سورة الإسراء الآية (56 - 60)