عنه أيضا قال في قوله (وإنهما لبإمام مبين) طريق ظاهر. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في أصحاب الحجر قال: أصحاب الوادي. وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: كان أصحاب الحجر ثمود وقوم صالح. وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحاب الحجر " لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم ". وأخرج ابن مردويه عنه قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود، فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت تشرب منها ثمود وعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم، فأمره بإهراق القدور، وعلفوا العجين الإبل، ثم ارتحل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا، فقال: إني أخشى أن يصيبكم مثل الذي أصابهم فلا تدخلوا عليهم. وأخرج ابن مردويه عن سبرة بن معبد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بالحجر لأصحابه " من عمل من هذا الماء شيئا فليلقه " قال: ومنهم من عجن العجين، ومنهم من حاس الحيس. وأخرج ابن مردويه وابن النجار عن علي في قوله (فاصفح الصفح الجميل) قال: الرضا بغير عتاب.
وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس مثله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال: هذه الآية قبل القتال. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله.
سورة الحجر الآية (87 - 99) اختلف أهل العلم في السبع المثاني ماذا هي؟ فقال جمهور المفسرين: إنها الفاتحة. قال الواحدي وأكثر المفسرين على أنها فاتحة الكتاب، وهو قول عمر وعلي وابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة والربيع والكلبي.
وزاد القرطبي أبا هريرة وأبا العالية، وزاد النيسابوري الضحاك وسعيد بن جبير، وقد روى ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي بيانه فتعين المصير إليه. وقيل هي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والسابعة الأنفال والتوبة، لأنها كسورة واحدة إذ ليس بينهما تسمية روى هذا القول عن ابن عباس. وقيل المراد بالمثاني السبعة الأحزاب فإنها سبع صحائف، والمثاني جمع مثناة من