أعضاء المولود؟ وما حظ الام؟ فقال: تنام عيناي ولا ينام قلبي، والشبه يغلبه أي المائين علا، وللأب العظم والعصب والعروق، وللأم اللحم والدم والشعر. فقال: أشهد أن أمرك أمر نبي، وأسلم، فشتمه اليهود. فقال المنافقون لليهود: إن أمركم محمد بالجلد فاقبلوه وإن أمركم بالرجم فلا تقبلوا. وهو قوله: " يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه " يعني الجلد " وان لم تؤتوه فاحذروا " وسلاه عن ذلك بقوله: " لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " فلما أرادوا الانصراف تعلقت قريظة بالنضير، فقالوا يا أبا القاسم - وكانوا يكرهون أن يقولوا يا محمد لئلا يوافق ذلك ما في كتابهم من ذكره - هؤلاء اخواننا بنوا النضير إذا قتلوا منا قتيلا لا يعطونا القود وأعطونا القود وأعطونا سبعين وسقا من تمر، وإن قلنا منهم قتيلا أخذوا القود ومعه سبعون وسقا من تمر، وإن أخذوا الدية أخذوا منا مئة وأربعين وسقا. وكذلك جراحاتنا على أنصاف جراحاتهم، فأنزل الله تعالى " وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا، وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط " (1) فحكم بينهم بالسواء، فقالوا:
لا نرضى بقضائك، فأنزل الله " أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " (2).
ثم قال " وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله " شاهدا لك بما يخالفونك. ثم فسر ما فيها من حكم الله فقال " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس " الآية " فان تولوا " يعني بني النضير، لما قالوا لا تقبل حكمك " يصيبهم ببعض ذنوبهم " وهو إجلاؤهم من ديارهم.