ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا علم ما كان، وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، قال: قلت: جعلت فداك هذا والله العلم قال: إنه لعلم وليس بذاك.
قال: قلت: جعلت فداك فأي شئ العلم؟ قال: ما يحدث بالليل والنهار الأمر بعد الأمر، والشئ بعد الشئ إلى يوم القيامة " (1).
أقول: هذا الحديث يذكر من كتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعة كتب: الجامعة والجفر ومصحف فاطمة (عليها السلام)، وكتابا فيه علم ما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة، ونحوه الحديث الآتي:
2 - عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم، لأنهم لا يقولون الحق، والحق فيه، فليخرجوا قضايا علي وفرائضه إن كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمات، وليخرجوا مصحف فاطمة (عليه السلام)، فإن فيه وصية فاطمة (عليها السلام)، ومعه سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إن الله عز وجل يقول: * (فاتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) * (2).
3 - عن أبي عبيدة قال: " سأل أبا عبد الله (عليه السلام) بعض أصحابنا عن الجفر فقال:
هو جلد ثور مملو علما، قال له: فالجامعة؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج، فيها كل ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضية إلا وهي فيها حتى أرش الخدش.
قال: فمصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال: فسكت طويلا ثم قال: إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون، إن فاطمة (عليها السلام) مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين