أخرج الخطابي في غريب الحديث من طريق عطية عن ابن عمر قال: بعث علي إلى عثمان بصحيفة فيها: " لا تأخذوا الصدقة من الرخة ولا من النخة " قال الخطابي:
" النخة بنون ومعجمة أولاد الغنم والرخة براء ومعجمة أولاد الإبل انتهى وسنده ضعيف ولكنه مما يحتمل ".
أقول: الذي يغلب على الظن أنه كان كتاب الصدقة الذي كان مقرونا بقراب السيف، وله شأن سوف نتكلم فيه فانتظر (1).
وفي النهاية لابن الأثير في " زخخ " (2): ومنه حديث علي رضي الله عنه أنه كتب إلى عثمان بن حنيف: لا تأخذن من الزخة، والنخة شيئا " كذا ذكره في " نخخ " فكأن الأمر اشتبه على الخطابي فحسب الكتابين واحدا والمبعوث إليه هو عثمان بن عفان، وتبع النهاية في لسان العرب في نقل الحديث وتفسيره في " زخخ " وكذا في تاج العروس والفائق، لكن قال الزمخشري في الفائق: " بعث إلى عثمان (رض) بصحيفة فيها لا تأخذن من الزخة والنخة الظاهر فيما فهمه الخطابي من الاتحاد ".
أقول: ذكر المحدثون من علماء العامة في كتبهم أحاديث في الصدقات عن الحارث الأعور وعن عاصم بن ضمرة عن علي (عليه السلام)، والذي يغلب على ظني أن كلها كان حديثا واحدا مأخوذا من هذا الكتاب الذي كان في قراب السيف ثم كان عند علي (عليه السلام)، ولا بأس بذكره هنا إتماما للفائدة، وقد ذكروه مفرقا في الأبواب المتفرقة، ونحن نذكره مجتمعا ونرتبه على ما نرى من الترتيب: