والحكمة " 1، [الرحمن علم القرآن] 2 فعلم آدم عليه السلام كان سببا في سجود الملائكة له والرفعة عليهم، وعلم الخضر كان سببا لوجود موسى تلميذا له ويوشع عليهما السلام، وتذلله له كما يستفاد من الآيات الواردة في القصة 3، وعلم يوسف كان سببا لوجدان الأهل والمملكة والاجتباء، وعلم داود كان سببا للرئاسة والدرجة، وعلم سليمان كان سبب وجدان بلقيس والغلبة، وعلم عيسى كان سببا لزوال التهمة عن أمة، وعلم محمد صلى الله عليه وآله كان سببا في الشفاعة 4.
طريق 5 الجنة في أيدي أربعة: العالم، والزاهد، والعابد، والمجاهد، فإذا صدق العالم في دعواه رزق الحكمة، والزاهد يرزق الامن، والعابد الخوف، والمجاهد الثناء.
قال بعض المحققين 6: العلماء ثلاثة: عالم بالله غير عالم بأمر الله، فهو عبد استولت المعرفة الإلهية على قلبه فصار مستغرقا بمشاهدة نور الجلال والكبرياء، فلا يتفرغ لتعلم علم الاحكام إلا ما لابد منه، وعالم بأمر الله غير ما لم بالله، وهو الذي عرف الحلال والحرام ودقائق الاحكام، لكنه لا يعرف أسرار جلال الله، وعالم بالله وبأمر الله، فهو جالس على الحد المشترك بين عالم المعقولات، وعالم المحسوسات، فهو تارة مع الله بالحب له، وتارة مع الخلق بالشفقة والرحمة، فإذا رجع من ربه إلى الخلق صار معهم كواحد منهم، كأنه لا يعرف الله، وإذا خلا بربه .