حدثنا أبو عبد الله بن أحمد بن شيرزاد قال: حدثني خالي وابن عم أبى أبو جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد قال: لما سعى على عند بحكم حتى صرفني عن كتبته ونكبي وألزمني بمائتي ألف دينار فأديت أكثرها من غير أن أبيع شيئا من أملاكي الظاهرة فلما قاربت على وفاتها استحضرني أحمد بن علي الكوفي كاتبه، وأخذ يخاطبني بكلام طويل هو تقدمة واعتذار لشئ يريد أن يخاطبني به. فقلت له يا سيدي: ما تريد؟ وما بك حاجة إلى التسبب فانى بمودتك واثق. فقال: إن هذا الرجل يعنى بحكم قد رجع عليك في صلحك وطمع فيه وطالبني أن آخذ منك مائتي ألف دينار أخرى، ووالله ما هذا عن رأيي ولا لي فيه مدخل، ولو قدرت على إزالته عنك لفعلت. قال:
فأخذت أحلف أنى لا أهتدي إليها، ولا إلى عشرها، وان النكبة فد استنفدت مالي ولم يبق لي شئ إلا داري وضياعي، وانى أسميهما، ولا أكتم شيئا منهما، وأخرج له عنهما ليهب لي روحي. قال: فطال الخطاب بيننا فلما قام في نفسه صدقي فكر طويلا ثم قال: يا سيدي هذا رجل أعجمي وعنده أن وراءك أضعاف هذا المال، وأن فيك من الفضل ما يصلح لقب دولته عليه، وأنت والله معه في طريق القتل إلا أن يكفيك الله عز وجل، ووالله ما أحب أن يجرى مثل هذا على يدي، ولا في أيامى فيلزمني عاره إلى الأبد وأجسره على قتل كتابه فدبر خلاصك. فتحيرت ثم سكنت وقلت له:
تعطيني ميثاقك وتحلف لي أن سرك في محبة خلاصي كعلانيتك حتى أقول ما عندي؟ ففعل. فحلفت له أنى قد صدقته، وانى لا أمتنع مما يجر عنى به بعد هذا اليمين ولو شاء منى أن أفتح دواتي وأكتب بين يديه، وقلت له: أنت وقتك مقبل ووقتي مدبر، وأنت فارغ القلب وأنا ذاهل بالمحنة فدبر أمرى الآن كيف شئت فإنه ينفتح لك بهاتين الخلتين ما قد استبهم على. قال:
ففكر ثم قال: آنا ان آيست هذا الرجل من مالك لم آمنه على دمك، وان أطعمته في مالك وليس لك ما تعلله به أدت بك المطالبة إلى التلف، ولكن الصواب عندي أن أطمعه في ضيعتك فاشتريها له منك وأقول ان ضياع السواد الخراجية قد أجمع شيوخ الكتاب بالحضرة قديما وحديثا على أن كل ما كان