دوابي تأخرت فتوقعت ورودها لأصير إلى باب الأمير عليها فدعا بكتب وردت من محمد بن عبد الملك وفيها كتاب من أمير المؤمنين المعتصم بولايتي دمشق وأراني كتابا يعلمه فيه ما خبأ علي بن إسحاق من قتل رجاء بن الضحاك بدمشق وان أمير المؤمنين رأى تقليدك وطلبت بسر من رأى فذكر له إنك انحدرت إلى إسحاق بن إبراهيم فأمر بتسليم كتبك إلى ودفع مائة ألف دينار لك معونة على خروجك واحضر المال ووكل بي من يستحثني على البدار فورد على من السرور ما أدهشني وودعته وخرجت إلى محمد بن الفضل فعرفته ما جرى وودعته أيضا وأخرجت دنانيره فرددتها عليه فحلف بايمان غليظة عظيمة لا عادت إلى ملكه أبدا وقال إن جلست في عملك واتسعت لم أمتنع أن أقبل منك غير هذا. فشحت ومررت بالرقة وابتعت الجارية وبلغت مناي بملكها واجتزت بحمص بابن عمى وأنا أجل منه عملا ودخلت عملي فصنع الله سبحانه ووسع * ووجدت في كتاب " السمير " للمدايني أن رجلا من بنى أسد علق امرأة من همدان بالكوفة وشاع أمرهما فوضع قوم المرأة عليه عيونا حتى أخبروا أنه قد اتاها في منزلها فأتوا دارها واحتاطوا بها فلما رأت ذلك ولم تجد للرجل مهربا وكانت المرأة بادية فقالت له ما أرى لك موضعا أستر من أن أدخلك خلف ظهري وتلزمني فأدخلته بينها وبين القميص ولزمها من خلفها ودخل القوم فداروا في الدار حتى لم يتركوا موضعا إلا فتشوه فلما لم يجدوا الرجل استحيوا من فعلهم وأغلظت المرأة عليهم وعنفتهم فخرجوا وأنشأ الرجل يقول:
حبك أشهاني وحبك قادني * لهمدان حتى أمسكوا بالمحنق فجاشت إلى النفس أول مرة * فقلت ها ما تفرقي حين مفرقي رويدك حتى تنظري عم تنجلي * عماية هذا العارض المتعلق ذكر الهيثم بن عدي أن جماعة من عذرة حدثوه أن جميل بثينة حضر ذات ليلة عند خباء حتى إذا صادف منها خلوة تنكر ودنا منها وكانت الليلة ظلماء ذات غيم ورعد وريح فحذف بحصاة فأصابت بعض أترابها ففزعت ولت