في ولا تأمنين أن أفلت فأذبحك وأهرب أو أكشف هذا عليك ثم أسلمك إلى السلطان فتنكشف جنيتك الأولى والثانية، ويتبرأ منك أبوك وأهلك وتقتلين فقالت: افعل ما شئت لابد من ذبحك، وقد استوحش كل منا من صاحبه فنظرت فإذا الخلاص منها بعيد ولابد من أن تجرح الموضع فيكون فيه تلفى فقلت: الحيلة اعمل فيها فقلت لك غير هذا؟ فقالت: قل. قلت:
أطلقيني وأنا أطلقك الساعة وتخرجين عنى فاخرج غدا عن البلد فلا أراك ولا تريني، ولا ينكشف لك حديث في بلدك، ولا تنفضحين وتتزوجين من شئت فقد شاع أن يدك قطعت بخراج خبيثة، وتربحين الستر. قالت: لا أفعل حتى تحلف لي أنك لا تقيم في البلد ولا تفضحني أبدا، وتعجل لي بالطلاق.
فطلقتها، وحلفت أنى أخرج ولا أفضحها بالايمان المغلظة فقامت عن صدري تعدو خوفا من أقبض عليها حتى رمت الموسى حيث لا أدرى وعادت وأخذت تظهر أن الذي فعلته مزاح وتلاعبني فقلت: إليك عنى فقد حرمت على، ولا يحل لي ملامستك، وفى غد أخرج عنك. فقالت: الآن علمت صدقك، ووالله لئن لم تفعل لا نجوت من يدي فقمت فجاءتني بصرة، وقالت: هذه مائة دينار خذها نفقة لك واكتب رقعة طلاقي، واخرج غدا فأخذت الدنانير وخرجت سحرة ذلك اليوم بعد أن كتبت إلى أبيها أنى طلقتها، وأنى خرجت حياء منه، ولم ألتق معهم أبدا * وحكى محمد بن بديع العقيلي قال: رأيت رجلا من بنى عقيل في ظهره كله شرط كشرط الحجام إلا أنها أبكر فسألته عن سبب ذلك فقال: إني كنت هويت ابنة عم لي، وخطبتها فقالوا لي: لا نزوجك إلا أن تجعل الشبكة صداقها، وهي فرس سابقة كانت لبعض بنى بكر بن كلاب فتزوجتها على ذلك، وخرجت أحتال في أن أسل الفرس لأتمكن من الدخول بابنة عمى فأتيت الحي الذي فيه الفرس بصورة مجتاز مقتر إلى أن عرفت مربط الفرس من الخبا، ورأيت لهم مهرة فاحتلت حتى دخلت البيت من كسره وحصلت خلف النضد تحت عهن لهم كانوا نفشوه ليغزل فلما جاء الليل وافى صاحب البيت، وقد أصلحت له المرأة عشاء فجعلا يأكلان وقد استحكمت الظلمة ولا مصباح لهم، وكنت ساغبا فأخرجت يدي وأهويت إلى القصعة