أريد لانسى ذكرها فكأنما * تمثل ليلى بكل سبيلي فقال له: ما هذا بشئ. وما له يرى أن ينسى ذكرها حتى تمثل له. فقلت أنا عندي حاجتك يا أمير المؤمنين. فقال. الحق بي. فقلت: ليس بي لحاق لان ليس ذلك في دابتي. فقال: احملوه على دابة. قلت: هذا أول الفتح.
فحملت على دابة فلحقته قال ما عندك قلت قول الأخوص:
إذا قلت أنى مشتف بلقائها * فحم التلاقي بيننا زادني سقم فقال: أحسنت حاجتك؟ قلت: على دين. قال: اقضوا دينه فقضوا ديني.
قال وذكر محمد بن عبدوس في " كتاب الوزراء ": حدث أحمد بن محمد ابن زياد قال الديان بن الصلت: كنت في خدمة الفضل بن سهل على ما كنت عليه من ثقته بي واستنابته، فدعاني في وقت من الأوقات إلى أن يضم إلى أربعة آلاف من الجند والساكرية ويقودني عليهم ويجريني مجرى قواده فامتنعت عليه من ذلك وأعلمته أنى لا أقوم بذلك ولا أصلح له ولا أمن أن أتقلد له ما يقع التقصير فيه فيسقط ذلك حالي عنده ومنزلتي لديه. فأنكر ذلك على أشد الانكار وعاودني فيه مرارا فلم أجبه إليه. فلما رأى إقامتي على الامتناع جفاني وأعرض عنى، وامتدت الأيام على هذا السبيل حتى أدى بي ذلك إلى الاختلال الشديد، الذي أضرني فدخل على غلامي يوما فأخبرني أنه لا نفقة عنده، ولا مقدرة له في احتيالها لامتناع التجار من اعطائه لتأخر مالهم عنهم، ولا علف لدوابنا ولا قوت لنا فأومأت إلى عمامة كانت عندي فأمرته ببيعها وصرف ثمنها فيما يحتاج إليه فباعها بثمانية عشر درهما وورد على في هذا اليوم كتاب وكيلي على أهلي بمدينة السلام يعلمني ضيق الامر فيما يحتاج إليه من إقامته للعيال وأنه التمس من التجار ألفي درهم فلم يجيبوا إليها فعظم على ما ورد من ذلك وضاقت بي المذاهب فيه. فبينما أنا قاعد عشية يومى ذلك إذ أتاني رسول الفضل يأمرني بحضور الدار والمقام فيها إلى وقت خروجه من عند المأمون فحضرتها بعد صلاة العتمة، وأقمت إلى