الشجرة التي أنا فيها واتكأ عليها فإذا هي قد انكسرت على عظمها وضخامتها وسقطت الشجرة إلى الأرض فلم أشك أن الفيل سيدوسني فإذا به قد جاء حتى وقف يتأملني، وأجحمت الفيلة عنى فلما رآني الفيل الأعظم، ونظر إلى قوسي وسهامي لف خرطومه فلواه على وأنزلني إلى الأرض وأخذ يومئ بخرطومه إلى ثعبان كان هناك برفق وتملق فسددت سهما إلى الثعبان ورميته فأصبته، وتابعت رميه فانصرف مثخنا فتقدم الفيل إليه فداسه ثم عاد فأخذني بخرطومه وحطني على ظهره، وجعل يهرول والفيلة خلفه فجاء إلى غيطة لم أكن أعرفها أعظم من تلك التي أخذني منها فإذا هي فراسخ وفيها فيلة ميتة لا يحصيها إلا الله عز وجل وأكثرها قد بلى جسده وبقيت عظامه فما زال يتتبع الأنياب ويجمعها، ويومئ إلى فيل فيجئ إليه فيعبى عليه ما يمكنه أن يعبيه عليه من ذلك إلى أن لم يدع هناك نابا إلا جمعه، وأوقر تلك الفيلة ثم أركبني على ظهره وأخذ بي على طريق العمارة، واتبعته الفيلة فلما شارف القرى أومى إلى الفيلة فطرحت أحمالها حتى لم يبق منها شئ ثم أنزلني بخرطومه برفق وتركني عند الأنياب، وقد صارت تلا عظيما قائلا فجلست عندها متعجبا من سلامتي، ورجع الفيل يريد الصحراء، ورجعت الفيلة برجوعه، وأنا لا أصدق بسلامتي، ولا بما شاهدت من عظم فطنة الفيل وذكائه. فلما غابت الفيلة عن عيني مشيت إلى أقرب القرى منى واستأجرت خلقا كثيرا حتى خرجوا معي وحملوا تلك الأنياب في أيام وما زلت أبيعها في تلك المدة حتى حصل لي مال عظيم كان سبب يساري وعنائي عن صيد الفيلة.
عن مروان بن شعيب العدوي، عن عدى بن ربيعة قال: كنت في حداثتي شديد القوة، وكانت عندي زوجة لي من عبد القيس ببلدة منارة وهي قريبة من تل أهواز على أربع فراسخ، وعندي قوم من أهل المرأة، ونحن نشرب فتفاخرنا حتى انتهينا إلى تجريد السيوف فحجز بيننا مشايخ القرية وبدر لساني أن حلفت بالطلاق أن لا أبيت بمنارة فخرجت منها أريد منزلي بتل