رضاء المنصور عن معن انه لم يزل مستترا حتى يوم الهاشمية فلما وثب القوم على المنصور وكادوا يقتلونه وثب معن وهو متلثم فانتضى سيفه وقاتل فأبلى بلاء حسنا وذب القوم عنه ثم، جاء والمنصور راكب على بغلة لجامها بيد الربيع فقال له تنح فإني أحق بلجامها في هذا الوقت، فقال المنصور: صدق فادفعه إليه فأخذه ولم يزل يقاتل حتى انكشفت تلك الحال فقال له المنصور من أنت لله أبوك؟ قال: أنا طلبتك يا أمير المؤمنين معن بن زائدة قال:
قد أمنك الله على نفسك، ومالك ومثلك يصطنع. ثم أخذه معه وخلع عليه وحباه وقربه ثم دعا به يوما فقال إني أهلتك لأمر كيف تكون فيه؟ قال:
كما يحب أمير المؤمنين. فولاه البصرة وتوجه إليها فبسط فيهم العطاء حتى أسرف قال: مروان وقدم معن عقيب ذلك فدخل على المنصور فقال له بعد كلام طويل قد بلغني عنك شئ لولا مكانك عندي ورأيي فيك لغضبت عليك قال وما رابك يا أمير المؤمنين فوالله ما تعرضت لسخط قال: أعطاك لمروان بن بن أبي حفصة في قوله فيك:
معن بن زائدة الذي زادت به * شرفا على شرف بنو شيبان ان عد أيام الفعال فإنما * يوماه يوم ندى ويوم طعان قال والله يا أمير المؤمنين: ما أعطيته ما بلغك لهذا الشعر ولكن أعطيته ما أعطيته لقوله.
ما زلت يوم الهاشمية معلنا * بالسيف دون خليفة الرحمن فمنعت حوزته وكنت وقاءه * من وقع كل مهند وسنان قال فاستحيا المنصور وقال: إنما أعطيته لمثل هذا القول: قال نعم يا أمير المؤمنين ولولا مخافة الشنعة لأمكنته من مفاتيح بيوت الأموال وأبحته إياها. فقال المنصور لله درك من اعرابى ما أهون عليك ما يعز على الناس وأهل الحزم.
عن قطن بن معاوية الكلابي قال كنت ممن سارع إلى إبراهيم بن عبد الله واجتهد معه فلما قتل طلبني أبو جعفر فاستخفيت منه فطلب أموالي وذريتي