فأخذ أبو بكر يعتذر إلى مما جرى ويخاطبني باللين ويقول فبعدكم يوم يخرج سيدنا حتى نقنع بوعده ونتصرف فقلت بعد عشرة أيام فقال: قد رضينا وأخذ بيد البرجمان والبرجمان يتبزق على في الكلام وأبو بكر يغمزه ويترفق به فلما بلغا إلى قريب من الدهليز رجع أبو بكر ورد البرجمان معه وقال هذا ليس يعرفك حق معرفتك وعنده أنه يقدر أن يستوفى عليك الحجة فبالله إلا عرفته ما كان في نفسك أن تعمل بنا لو استوفينا عليك المطالبة لئلا أقع أنا في مكروه معه ومع الأمير أطال الله بقاه فقلت في نفسي أنا أريد الهرب الساعة فما معنى مساترتي عنهما ما أريد أن أفعله ولم لا أظهره ليكون أهيب في نفوسهما فقلت للغلام الذي كان واقفا امض إلى أصحابنا ومرهم أن يخرجوا ولا يعملوا ما كنت تقدمت به إليهم فمضى الغلام وفتح الباب عنهم وقال اخرجوا ولا تحدثوا حادثة فخرج القوم بالسلاح فقلت هؤلاء أعددتهم لدفعكما عن نفسي ان رمتما قسري قال فمات البرجمان في جلده واصفر وتحير وقال له أبو بكر أنت تظن أنك بالجبل ولست تعلم بين يدي من أنت؟! علمت الآن أن الرأي كان في يدي لا في يدك والله لو زدت في المعنى لخرج هؤلاء فأخذوا رأسك ورأسي قلت معاذ الله ولكن كانوا يمنعونكما من أذاي ثم قلت للغلمان كونوا معهما إلى أن يخرجا وتغلقوا الأبواب خلفهما ففعلوا وقمت في الحال فلبست خفا وإزارا على صورة النساء واستصحبت جماعة من عجائز داري وخرجت من باب من تلك الأبواب الخفية متحيرا لا أدرى أين أقصد فقصدت عدة مواضع كلما أتيت موضعا علمت أنه لا يحملني فأتجاوزه إلى غيره إلى أن كدني المشي وقربت من الرصافة فعن لي أن أقصد خالة المقتدر واطرح نفسي عليها فصرفت جميع من كان معي إلا واحدة وقصدت دار الخالة ودخلت دهليزها فقام إلى الخادم وقال من أقول فقالت العجوز تقول امرأة لا تحب أن تمسى نفسها فدخل فإذا الخالة قد خرجت إلى الدهليز فقالت لها العجوز يا ستي تأمرين الخادم بالانصرام فلما انصرف كشفت وجهي وقلت يا ستي الله الله في دمي اشتريني فقالت يا أبا جعفر ما الخبر قلت أدخليني أحدثك قالت كن بمكانك
(٣٦٦)