لي بالحادثة، وكتب به من رتبته أنت كما ذكرت في رقعتك فإن كان الخبر صحيحا وهو عندي صحيح فالرأي معي في الاختفاء وإن كان باطلا فما يضرني ذلك عند صاحبي إن كان حيا لأنه يتصورني جبانا لا غير فيكون أسلم في العاجل. وقد أنفذت إليك يا سيدي طي رقعتي هذه الكتابين اللذين كتبتهما عليك في ضيعتك بالابتياع والإجارة ابتغاء إتمام مودتك ولتعلم صدقي فيما كنت توسطته، ونصحي فيما عاملتك به فإن كان مات الرجل قد رجعت إليك ضيعتك، وإن كان باطلا فإنه لا يسألني عنهما وإن ذكرهما يوما وسألني اجحداني تسلمتهما وقضيت حقك بذلك وأعدت نعمتك عليك فأخذت الكتابين ومزقتهما في الحال ولبست من عند الخالة خفا وإزارا بعد أن عرفتها الصورة وخرجت مع العجوز وجئت إلى داري فدخلتها من بعض أبوابها الخفية.
فلما كان الغد قوى الخبر بقتل بحكم ففتحت بابى وفرج الله عنى المحنة فلما كان العشاء أتاني رسول الخالة ومعه الجارية وقال يا سيدي سيدتي تقرئك السلام وتقول لك لم تدع جاريتك عندنا وإذا بها قد أرسلتها وحملت معها كلما كانت أخذ متنيه من فرش وآلة وأضافت عليه أشياء كثيرة جليلة القدر وقالت إنه جهاز الجارية وأحب أن تقبله فأخذت الجميع ورددت الرسول شاكرا ومن الله على بالعود إلى أحسن حال.
قال محمد بن عبدوس في " كتاب الوزراء " عن سليمان البرقي قال: انصرفت عن بعض العمال فألقيت عمر بن الفرج الرجحي يتقلد الديوان وكان في نفسه شئ على فأخفيت شخصي وتسترت عن أصحابي فطلبني واركن العيون على فلم يصل إلى وأمر أن يعمل لي مؤامرة تشتمل على ثلاثمائة ألف درهم وكان بيني وبين الحجاج بن سلمة مودة فأتاني عشية من عشايا استتاري رفعته يأمرني بالمصير إليه فقدمت عليه فلما رآني قال صر إلى عمر بن الرجحي فسلم عليه وعرفه أرا قد بعثت بك إليه قال فقلت: يا سيدي أنظر فيما تقوله فإنه يهدر دمى كيف أمضى إليه هكذا قال اعلم أنه قال لي اليوم أن فلسطين قد