أيام قال ولم أطعم طعاما ولم يكن معي فضة ولا ذهب فابتاع به مأكولا ولم أقدر على إظهار ما معي وانفت ان استطعم قال: فجلست على قارعة الطريق فإذا رجل هندي مقبل على كتفه كارة فحطها وجلس حذائي فقلت أين تريد قال الحرام الفلاني ومعنى الحرام الرستاق فقلت وأنا أيضا أريد هذا الحرام قال فنصطحب قلت نعم فصحبته طمعا في أن يعرض على شيئا من مأكوله قال فحل الكاره وأكل وأنا أراه ولم يعرض على شيئا من مأكوله ولم تقو نفسي على أن تبدئه بالسؤال فلما فرغ قام يمشى فمشيت معه وبت معه طمعا في أن تحمله المزاملة على العرض على فعمل بالليل كما عمل بالنهار قال وأصبحنا في غد فمشينا فعاملني بمثل ذلك أربعة أيام قال فصار لي سبعة أيام لم أذق فيها شيئا فأصبحت في الثامن ضعيفا مهووسا لا قدرة لي على المشي فعدلت عن الطريق وفارقت الرجل فرأيت قوما يبنون وقيما عليهم فقلت للقيم استعملني مثل هؤلاء بأجرة تعطينيها عشاء فقال نعم ناولهم الطين قلت عجل لي أجرة يوم ففعل فابتعت بها ما أكلته وقمت أناولهم الطين فكنت لعادة الملك أقلب يدي إلى ظهري وأعطيهم الطين فلما أتذكر أن ذلك خطأ ينبه على سفك دمى أبادر بتلافي ذلك فادر يدي بسرعة من قبل أن يفطنوا بي قال فلمحتني امرأة قائمة فأخبرت سيدتها خبري وكانت صاحبة البناء وقالت لا بد أن يكون هذا من أولاد الملوك قال فتقدمت إلى القيم بحبسي عن المضي مع الصناع فاحتبسني وانصرف الصناع فجاءتني بالدهن والعروق لاغتسل بهما وهذه تقدمة إكرامهم وسنة لعظمائهم فتغسلت بذلك وجاؤوني بالأرز والسمك فطعمت فعرضت المرأة على نفسها في التزويج فأجبت وعقدت ودخلت بها من ليلتي وأقمت معها أربع سنين ادبر حالي وحالها وكانت لها نعمة فأنا يوم جالس على باب دارها إذا برجل من بلدي فاستدعيته فجاء فقلت له من أين أنت؟ قال:
من بلد كذا وكذا فذكر بلدي فقلت ما تصنع ها هنا قال: كان فينا ملك حسن السيرة فمات فوثب على ملكه رجل ليس من أهل بيت الملك وكان للملك الأول ابن يصلح للملك فخاف على نفسه فهرب وان المتغلب أساء عشرة الرعية فوثبنا عليه فقتلناه وانبثثنا في البلد ان نطلب ابن ذلك الملك المتوفى