وأشكو الذي بي إلى عاذلي * ولا خير في الحب أن يكتما رضيت بما ليس فيه رضا * بتسليم طرفك ان سلما فتهت على وأقضيتني * واعزر على بأن أرغما قال فانتبهت جزعا ودعوت بدواة وبياض وجلست في فراشي فكتبت الشعر فقالت زوجتي مالك ماذا تصنع فقصصت عليها الرؤيا فقالت هذا كله من حب فلانة قد وهبتها لك.
أخبرني أبو الفرج القرشي المعروف بالأصبهاني قال: نسخت من كتاب محمد بن موسى بن حماد ذكر الرياشي قال حماد الراوية أتيت مكة فجلست في حلقة فيها عمر بن أبي ربيعة المخزومي فتذاكرنا العذريين فقال عمر بن أبي ربيعة: كان لي صديق من بنى عذرة يقال له الجعد بن مهجع وكان أحد بنى سلامان وكان يلقى من الصبابة بالنساء على أنه كان لا عاهر الخلوة ولا سريع السلوة وكان يوافي الموسم في كل سنة إذا جاء وقته وترجمت عنه الاخبار وتوكفت له الاسفار فغمني ذات سنة ابطاؤه حتى قدم حجاج عذرة فأتيت القوم أنشد صاحبي وإذا غلام قد تنفس الصعدا ثم قال عن أبي المسهر تسأل؟ قلت: نعم عنه اسأل وإياه أردت. قال: هيهات هيهات أصبح أبو المسهر لا مأيوس منه فيهمل ولا مرجو فيعلل والله كما يقول الشاعر:
لعمري ما حبى لاسماء تاركي * أعيش ولا أقضى به فأموت فقلت وما الذي به؟ قال: مثل الذي بك من الهيمان في نهوككما في الضلال وجركما أذيال الخسار كأنكما لم تسمعا بجنة ولا نار قلت ومن أنت منه يا ابن أخي قال أخوه قلت فما يمنعك أن تسلك أخيك من الأدب وان تركب منه مركبه وأخوك كالبرد والبحار لا ترفعه ولا يرفعك ثم صرفت وجه ناقتي وأنا أقول:
أرائحه حجاج عذرة وجهه * ولما يرح في القوم جعد بن مهجع خليلان نشكو ما نلاقي من الهوى * متى أقل يسمع وان قال أسمع ألا ليت شعري أي شئ أصابه * بلى زفرات هجن من بين أضلع